جدية أميركا في تدمير قوة الحو.ثيين محط تشكيك يمني
يشكّك الكثير من اليمنيين في جدية الولايات المتحدة لتدمير القدرات العسكرية لجماعة الحوثي، ويعتقدون أن الضربات التي استهدفت مواقع عسكرية في خمس محافظات، كانت رداً على مهاجمة إحدى المدمرات لا غير، وتوقعوا أن تكون هذه الضربات محدودة كما هو الحال في الرد الأميركي على الجماعات التابعة لـ«الحرس الثوري» الإيراني في العراق.
ويصف العميد صادق دويد، الناطق باسم قوات المقاومة الوطنية التي يقودها العميد طارق صالح، عضو مجلس القيادة الرئاسي، الضربات الجوية لواشنطن ولندن على أهداف حوثية، بأنها «غير جادة»؛ لأن التدخل الأجنبي «ليس حلاً وغير مقبول».
ويرى دويد، أن هذه الضربات تأتي ضمن ما وصفة بـ«التخادم الضمني المتبادل»، وشدد على وجوب دعم موقف الحكومة اليمنية الممثل الشرعي الوحيد لليمن وسيادته.
هذا الموقف يتفق معه كثير من الناشطين والسكان، ويعتقدون أن إبلاغ الولايات المتحدة الحوثيين بنيتها توجيه ضربات على مواقع لهم، تأكيد على أن الهدف ليس تدمير تلك القدرات، ولكن رداً على محاولة الجماعة استهداف إحدى المدمرات الأميركية في البحر الأحمر بـ24 مسيّرة ونحو ستة صواريخ باليستية وبحرية.
ضربات غير مؤثرة
وبحسب تحليل الصحافي اليمني فارس الحميري، فإن الضربات الأميركية - البريطانية في مناطق سيطرة الحوثيين استهدفت مواقع، بعضها ليس لها أهمية استراتيجية عسكرية، وأخرى لا تقدم أي دعم للعمليات التي تنفذها الجماعة في البحر الأحمر.
ويذكر الحميري، أن الحوثيين وقبل الضربات الأمريكية - البريطانية فكّكوا أهم القواعد العسكرية في الحديدة ونقلوا أسلحة متنوعة، منها أكثر من 100 صاروخ بحري إلى «هناجر» ومنشآت داخل المحافظة ومحافظات مجاورة.
في حين يرى أحمد عبد الحميد، وهو معلم يمني، أن الطريقة التي تعاملت بها الولايات المتحدة مع الجماعات الإيرانية في العراق والتي استهدفت مواقعها ومبنى سفاراتها تبيّن الطريقة التي سيتم التعامل بها مع الحوثيين، أي أنهم سيكتفون بتنفيذ ضربات محدودة على مواقع للحوثيين رداً على كل استهداف فقط، ويؤكد أن واشنطن تغاضت عن تشكيل «الحشد الشعبي»، وهي تدرك أنه جماعة مذهبية تدين بالولاء لطهران.
ويتفق معه في ذلك عبد الله يحيى، ويؤكد أن المواقع التي استُهدفت لا تشكل أي مركز ثقل لقدرة الحوثيين العسكرية؛ لأن الجماعة وبمساندة من خبراء «الحرس الثوري» الإيراني و«حزب الله» يجيدون تفكيك الصواريخ وإعادة تركيبها وإخفائها في كهوف جبلية أو وسط مزارع النخيل الكثيفة بالقرب من سواحل البحر الأحمر ويطلقونها من منصات متنقلة.
غارات جراحية
الباحثة اليمنية في شؤون الجماعات المسلحة ندوى الدوسري، تقول: إن الولايات المتحدة والمملكة المتحدة شنّتا غارات جوية جراحية لردع الحوثيين وتقليل قدراتهم على تهديد الشحن الدولي في البحر الأحمر.
وفي حين أن هذا قد يؤدي إلى نجاح على المدى القصير، إلا أنه قد يصبّ في مصلحة الحوثيين على المدى الطويل، وفق الدوسري، التي نبهت إلى أن الغارات تعزز رواية الجماعة بأنها في حالة حرب مع «أميركا وإسرائيل»، وهذا وفق تقديرها سيمكن الحوثيين من الاستمرار في عزل وعسكرة السكان، وخاصة الأطفال، وحذرت من أن قنبلة موقوتة في طور التكوين.
وترى الدوسري، أن الحوثيين يستفيدون من تفوقهم الجغرافي، وقالت: إنه من المحتمل أن يخفوا الأسلحة في منشآت تخزين داخل الجبال الوعرة. كما أن اليمن تعدّ واحدة من أكثر أسواق تهريب الأسلحة انتشاراً على مستوى العالم.
من جهته، يعتقد الباحث إبراهيم جلال، أن الغرب يدفع اليوم ثمن الخطأ الذي ارتكبه في عام 2018 عندما أوقف القوات الحكومية عن تحرير الحديدة وفرض اتفاق استوكهولم لإبقاء الحوثيين في الداخل اليمني.