الخضر وجامعة عدن والسبع السُنبلات الخُضر.. الرحلة مع الجامعات الحكومية (الحلقة الرابعة)

الخضر وجامعة عدن والسبع السُنبلات الخُضر.. الرحلة مع الجامعات الحكومية (الحلقة الرابعة)

(الأول)خاص.

تقرير / ماهر البرشاء

  كله بالأرقام.. اليوم سنقف عند قرارات عظيمة لرئيس جامعة عدن صاحب السبع السنبلات الخضر والتي حققت أرقاما قياسية لم يسبق لقرارات سابقة التطرق لو من قريب لها.. قبل الدخول في تفاصيل هذه المعادلات التي ستعجز ألبرت أنيشتين من فك شفراتها كون قانون (الكم والنسبة) فيها متفاوت (الأرقام) والواقع متعدد (الأماكن)، فقرارات بإنشاء ثلاث جامعات تخرج من جسد جامعة عدن قرارات تاريخية وعظيمة لما لها من انعكاسات إيجابية على التعليم الجامعي في اليمن عامة، والطلاب وأسرهم خاصة.. وقبل أن نشد الرحال ونبدأ رحلتنا الرابعة وهي: (إنشاء الجامعات والكليات) نعرج على الرحلات الثلاث السابقات واللاتي كانت الأولى أكاديمية والثانية مع الدراسات العليا، الثالثة مع الطلاب، ولخصنا فيها أهم الإنجازات.. وكله بالأرقام.

بداية الرحلة الرابعة:

         "التعليم الجامعي والشهادة الجامعية من أقوى الأسلحة التي يجب على أبنائنا أن يحظى بها لمواجهة الحياة وللنهوض بوطننا الذي مزقته الحروب".. بهذه المقولة دائما ما يخاطب الدكتور الخضر لصور طلابه في لقاءاته بهم.. ونرى من خلال مقولته هذه أنه وضع هدفا سعى لتحققه من خلال زرعه للسبع السنبلات الخضر التي كان منها إنشاء العدد من الكليات في أكثر من محافظة، كما ساهم في إنشاء ثلاث جامعات هي: (أبين، وشبوه، ولحج).

هكذا يكتب التاريخ:

سعى الدكتور الخضر لصور منذ ولوج قدمه عتبة باب رئاسة جامعة عدن، وهو يفكر كيف سيطور جامعة عدن في أداء رسالتها، وتوسيع نطاقها للعديد من المحافظات، فوضع على طاولته همَّ تطوير وتوسيع جامعة عدن في المحافظات، وكان لمحافظات (شبوة، وأبين، ولحج والضالع) النصيب الأكبر، فقد أنشأ العديد من الكليات، وذلك ونظرا للتوسع في إطار التعليم الجامعي وتزايد أعداد الطلاب الوافدين من منتسبي تلك المحافظات للدراسة في محافظة عدن، ولا سيما في التخصصات الموجودة في الكليات النوعية غير الموجودة في محافظاتهم، وعدم استطاعة الكثير منهم تحمل تكاليف مواصلة التعليم في التخصصات التي يرغبون فيها، ولعوامل أخرى تتعلق بالكثافة السكانية ونحوها من الأمور.

جامعة عدن وتوائمها الثلاثة:

وللعوامل التي ذكرناه آنفا قد كان لجامعة عدن بقيادة رئيسها الدكتور الخضر لصور دور كبير في الإسهام في تأسيس وتذليل الصعاب لاستكمال استقلال ثلاث جامعات عن جامعة عدن، وهو انعكاس للعلاقة الوثيقة المستمدة من روابط القربى التي تربط جامعة عدن بتلك الجامعات (جامعة شبوة وجامعة أبين وجامعة لحج)، لأن تلك الجامعات قد ولدت من رحم جامعة عدن؛ فالنواة الرئيسية لإنشائها هي الكليات التي نشأت وترعرعت في كنف جامعة عدن، ولم تتوان قيادة الجامعة ممثلة برئيسها الدكتور الخضر لصور في الإسهام بفعالية في معالجة الإشكاليات والمواضيع كافة ذات الصلة باستكمال نيل تلك الجامعات استقلالها التام عن الجامعة الأم في كل الجوانب الأكاديمية والمالية والإدارية.

أصل الحكاية وبدايتها:

مرحلة المخاض لإنشاء الجامعات الثلاث التي بدأت بعقد الاجتماعات لمناقشة المواضيع ذات الصلة، وأبرمت العديد من الاتفاقيات الثنائية لتحقيق ذلك الغرض، بل وحرصت على توثيق أواصر القربى، وتعزيز التعاون الأكاديمي في مجالات التعليم والبحوث وبرامج التدريب ذات الاهتمام المشترك، فأبرمت أيضا اتفاقيات ثنائية تضمنت العمل على توثيق التعاون بين جامعة عدن والجامعات المستحدثة في البرامج العلمية والثقافية القائمة، بالإضافة إلى البرامج التي قد تستجد مستقبلا، وذلك من خلال تبادل الزيارات والوفود الرسمية لبحث أوجه التعاون، والتنسيق بين الأقسام العلمية والكليات المتناظرة، وتبادل الزيارات الطلابية ونحوها.

رقم قاسي جامعي:

  لو تصفحنا تاريخ الجامعات العربية، ولن أكون مبالغا إن قلت حتى الجامعات العالمية لن نجد جامعة فرخت من تحت جناحيها ثلاث جامعات في أقل من خمسة أعوام.. ولأن الرجال العظماء يعظمون بمواقفهم وبما يحققونه والدكتور الخضر لصور أحد العظماء، إن لم يكن أولهم، فقد حقق لصور رقما قياسيا لم يسبقوه أحد حيث ساعد في مهام استكمال استقلال ثلاث جامعات عن جامعته (عدن) نئيا بنفسه عن الأنانية وحب المسؤولية فسما وعظم بهذا الموقف الذي سيتذكره تاريخ تلك الجامعات الثلاث (أبين وشبوة ولحج).

وبقليل من النظرة لكينونة شخصية الدكتور الخضر لصور منذ دخوله معترك الحياة العلمية طالبا ومدرسا ومسؤولا ستجد أنه رجل يحمل بين أضلاعه قلبا ممتلئ بالإنسانية، وما سماحه بإنشاء ثلاث جامعات تنافس جامعته على استقطاب الطلاب إلا أنه يحس بمعاناة طلاب المحافظات الأخرى، فسعى من خلال هذا الموقف وهذا القرار للتخفيف على الطلاب معاناة السفر من محافظاتهم إلى محافظة عدن، وكذا معاناة الإقامة في عدن للدارسة وما يترتب عليها من مصاريف لا تستطيع أغلب الأسر الفقرة توفيرها لأبنائها مما تضطرهم لعدم استكمال تعليمهم الجامعي، وكما قلنا سابقا: إن الإحساس بمعاناة الطلاب وأسرهم نابعة من مشاعر الدكتور الخضر لصور الأبوية.