الإمارات تكشف سر تعيين بن مبارك رئيسًا للوزراء خلفًا لمعين عبدالملك
قالت صحيفة العرب الاماراتية إن اختيار الدكتور أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء يعكس ارتباطه بمسار التسوية السياسية التي أظهرت المملكة العربية السعودية رغبة كبيرة في إنجازها في اليمن.
وبحسب الصحيفة فقد قوبل التغيير الذي أجراه رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي على رأس الحكومة وعيّن بموجبه أحمد عوض بن مبارك رئيسا للوزراء خلفا لمعين عبدالملك بحالة من الفتور داخل المناطق الخاضعة لسيطرة الشرعية، والتي يعاني سكانها أوضاعا معيشية صعبة يتطلّب تغييرها أكثر من مجرّد تغيير المسؤولين الحكوميين والإبقاء على السياسات التي أفضت إلى تلك الأوضاع.
وقالت الصحيفة ان سياسيين وقادة رأي يمنيون ينظرون إلى إزاحة عبدالملك وتعويضه ببن مبارك وزير الخارجية في حكومته على أنّه إجراء استعجالي لامتصاص حالة الغضب الشعبي المتنامية في المناطق الراجعة بالنظر لسلطة العليمي والحكومة التابعة لها. وقلّل هؤلاء من قدرة رئيس الوزراء الجديد على تغيير الأوضاع التي أوجدت حالة من الاحتقان الشديد في مناطق الشرعية وعبّرت عنها الإضرابات العمالية احتجاجا على التضخّم وارتفاع الأسعار وندرة المواد الأساسية، والاعتصامات القبلية المطالبة بتخفيض أسعار الوقود.
وقالوا إنّ وقوع الاختيار على بن مبارك الذي سبق له أن تولى منصبي أمين عام لمؤتمر الحوار الوطني وأمين عام لجنة صياغة الدستور، قد لا يكون مرتبطا بالضرورة بالرغبة في تطوير الأداء الحكومي وتحسين الأوضاع المعيشية وترقية المرافق الخدمية، بقدر ارتباطه بمسار التسوية السياسية التي أظهرت المملكة العربية السعودية رغبة كبيرة في إنجازها في اليمن.
ويعتبر هؤلاء أن شبكة العلاقات الواسعة التي نسجها بن مبارك مع مختلف القوى السياسية تؤهله، من وجهة نظر الرياض، لقيادة مرحلة السير نحو الحل السلمي المرتقب للصراع اليمني. ويشير هؤلاء إلى قوّة التأثير السعودي في تشكيل السلطة الشرعية الحالية وتوجيه سياساتها، واصفين بن مبارك بأنّه "رجل الوفاق" المعوّل عليه لتقريب هوة الخلاف بين القوى السياسية المختلفة بشدّة في أهدافها وتوجهاتها والتي ينتظر أن تشكّل أضلاع الحل السياسي المنشود.