التربويون المضربون بحضرموت.. أليس فيكم رجل رشيد؟!

نخط سطور مقالنا هذا ، مذهولين وغير مستوعبين بين ما نراه من إنجازات ومشاريع وجهد يبذل وينفذ في مجال التعليم على أرض الواقع ، وتذليل الصعوبات امام المعلمين والكوادر التربوية من قبل قيادة السلطة المحلية والتربوية في المحافظة ، وبين ما يتم تداوله من تعميمات وقرارات تدعوا للاضراب عن التعليم ووقفه في مدارس حضرموت ..

اخوتنا واساتذتنا التربويون وغير التربويين يامن تنادون بوقف التعليم في مناطقكم ، وإغلاق المدارس في وجوه فلذات اكبادكم .. نبعث إليكم نصحنا الصادق بالعدول عن قرار وقف التعليم وحرمان أبنائكم من أبسط حقوقهم ، والحفاظ على الحراك والزخم التربوي والبنى التحتية التي وطدت استقرار العملية التعليمية الذي تشهده مناطقكم ، يقر به القاصي والداني والعدو قبل الصديق .. وحاشاكم أن تكونوا كالتي نقضت غزلها من بعد قوة!! .. أليس فيكم رجل رشيد ؟!!

 صحيح أن هناك حقوق ومطالب مشروعة للمعلمين -المصنفين حاليا في طبقات المجتمعات المسحوقة- قد قدمت في السابق للجهات المختصة والمسؤولة في الدولة ، لم تنفذ وطال انتظار تنفيذها ولو بحدها الأدنى ، وان إجراءات الضغط على الحكومة لتنفيذ تلكم المطالب هي الأخرى مشروعة ، كفلها الدستور والقانون ، ولكن علينا تنفيذها بحسب ما تقتضيه المصلحة ، والمصلحة تكمن في الحفاظ على استمرار تعليم ابنائكم لا إيقافهم ، ولا تزيدون الطين بلة ، ومن غير المعقول أن تكونوا مظلومين وفي الوقت نفسه ظالمين لابنائكم والمتسببين في إيقاف التعليم عنهم وممارسة التجهيل ضدهم بعلم أو دون علم .. فلتحمدوا الله تعالى على وجود اشخاص مسؤولين يبذلون جهدا ويلبون أو يحافظون ولو على الشيء اليسير من حقوقكم الموجودة ، وهي مرتباتكم الشهرية وصرفها ، فهناك قوم من بني جلدتكم ممن يحملون رسالة الانبياء أمثالكم في المناطق والمحافظات الآخرى لم تلب أو يحافظ على ابسط حقوقهم ، ورواتبهم الشهرية التي يقتاتون وأطفالهم منها لم تسلم لهم بعد ، يتمنون أن تصرف بشكل شهري ليحفظوا ما تبقى لهم من كرامة في مجتمعاتهم ، وتغنيهم عن العمل في مهن أخرى لا تليق بهم كمعلمين .. فعليكم إعادة النظر وأخذ الأمور من منظار واسع ومسؤول مع اتخاذ كل السبل الممكنة في مطالبة الجهات المسؤولة في الدولة بالحقوق المشروعة دون المساس بمستقبل أولادكم والصروح العلمية التي تم تشييدها وما زالت تشيد لأجلهم من قبل قيادات تربوية حريصة على استمرار التعليم وازدهاره في مناطقها .. لا تهدموا معبدا بنيتموه بأيديكم وبكفاحكم ووعيكم الدؤوب ، الذي يضرب به المثل في المحافظات الاخرى .. لانكم أناس مدركون وموقنون في قرارة أنفسكم على أهمية التعليم ، وهو الشيء الوحيد الذي يرسم مستقبل ابنائكم وبهم ستبنى وتزدهر أوطانكم وسيحكون عنكم مستقبلا رغم الصعاب التي واجهتكم ..

اخيرا وليس آخرا .. تمسكوا وحافظوا على استمرار التعليم بمناطقكم ، وتداركوا سلبياتكم إن وجدت ،وانصحوا كل شخص منكم غرر به ، وقفوا متكاتفين على نبذ كل صوت يدعوا لوقف التعليم ولا يريد خيرا لكم ولا لأولادكم ، تحت مسميات كثيرة ، وأشعلوا شمعة لتحافظوا على بصيص من النور خيرا لكم من أن تلعنوا الظلام .. فهناك من لعن الظلام حتى ندم وما زال نادما .. ولتعلموا أن فرج الله تعالى قريب وأن مع العسر يسر ، كما وجب عليكم النظر الى حال ومصائب غيركم في المحافظات الاخرى لتهون عليكم احوالكم ومصائبكم .. وتحمدوا الله على كل حال ، هو جل جلاله من يستحق الحمد والشكر دون سواه ..

والله من وراء القصد ..