السيناريو المتوقع للحرب الإيرانية الإسرائيلية
سيتجه السيناريو الأخير لخارطة الشرق الأوسط الجديد الذي رسمته الصهيونية العالمية بدعم من بريطانيا والولايات المتحدة الأمريكية إلى التوصل إلى اتفاق بين إيران والدول العربية وإسرائيل، على غرار “اتفاقات إبراهيم”، فقد كانت العقيدة الأيديولوجية لطهران، المتعلقة “بمحور المقاومة” هي العقبة الرئيسية، لكن طهران قد تغلبت على ذلك وتركت هذا المحور يذهب إلى حتفه من غزة إلى لبنان وسوريا وغدا سيأتي دور اليمن، هذا السيناريو ينتظر التغيير الجذري في النظام الإيراني وهذا ما تفعل عليه الحرب الحالية..
لقد تشكل نظام الخميني منذ بذرته الأولى من قاعدة واسعة من عملاء الموساد،خاصة وأن الثورة الإيرانية كانت في بدايتها هي ثورة اليسار الإيراني ضد الشاه وضد التواجد الأمريكي في ذلك الوقت، فخشت الولايات المتحدة الأمريكية من نجاح اليسار في إيران مما سيمهد لحضور الاتحاد السوفيتي في ذلك الوقت، فسارعت أمريكا وفرنسا لتبني الخميني وزراعة الموساد في بنية نظامه..
هذا الكلام قاله كبار القادة الإيرانيين، مثل أحمدي نجاد وغيره ولعل أدق توصيف لذلك ما قالته فاطمة رفسنجاني التي وصفت إيران بأنها جنة الجواسيس، بل إن تلقي إيران للضربة الأولى واغتيال أبرز القيادات واستهداف أهم المنشآت يؤكد حجم الاختراق الذي وصل إلى مكتب المرشد العام نفسه، كذلك تصفية ما سمي بمحور المقاومة واستهداف قيادات بارزة داخل طهران بما في ذلك إسماعيل هنية وسرقة معلومات الملف لنووي عام 2018 من داخل طهران يؤكد حجم قبضة المتخادمين مع أمريكا وإسرائيل..
نخلص إلى القول،بأن الثورة في إيران لم تكن موجهة سوى ضد العرب وقد تم تضخيمها وتهويلها وهي لم تكن سوى نمر من ورق، لكن تم توجيهها لضرب العرب في لبنان وسوريا والعراق واليمن وتهديد دول الخليج، وخلقت محيط من العداء لجيرانها حتى استطاعت أن تكون جسرا آمنا لإحضار إسرائيل إلى المنطقة..
وعلى هذا الأساس نلاحظ كيف أن الحرب مسيطر عليها من الطرفين، فلم يتجاوز عدد القتلى في إسرائيل حتى الآن الثلاثين قتيلا ولم تقدم إيران على إغلاق مضيق هرمز وهو من الخيارات التي تجعل العالم يساهم في هذه الحرب، سيتم التخلص من القيادات التي انتهى دورها والقيادات التي لم تكن على علم ودراية بالتخادم بين ثورة الخميني وإسرائيل وإعادة تشكيل المنطقة دون المساس بوحدة إيران أو خلق فوضى في داخلها، لأن إيران ستكون جزاء أصيلا من الشرق الأوسط الجديد الذي ستختفي فيه الدولة القطرية العربية، وحينها سيكتشف العرب أنهم كانوا ضحية المشروع الإسرائيلي الفارسي، لتبدأ المقاومة الحقيقية التي اختطفتها إيران بواسطة الولايات المتحدة الأمريكية ومعها دول الغرب..