“خطة طوارئ” للأسوأ.. تواصل الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

“خطة طوارئ” للأسوأ.. تواصل الاشتباكات على الحدود اللبنانية الإسرائيلية

شهدت الحدود اللبنانية الإسرائيلية لليوم الأربعين على التوالي، تبادلا عنيفا لإطلاق النار بين حزب الله والجيش الإسرائيلي، وذلك في سياق الاشتباكات المستمرة بين الطرفين غداة الهجوم الدموي الذي شنّته حماس على إسرائيل، في السابع من أكتوبر الماضي، وسط تخوف من توسع رقعة النزاع لتمتد إلى لبنان بأسره دعا إلى اعتماد لبنان “خطة طوارئ” لقطاعه الصحي.

وتنوعت استهدافات حزب الله للجيش الإسرائيلي الخميس، حيث ذكر في بيانات عدة، عن قصفه مواقع مسكاف، بياض بليدا، المطلة، هرمون، جل العلام وثكنة يفتاح، كما أعلن استهداف تجمع لجنود الجيش الإسرائيلي بالقرب من موقع شتولا، وتجمع لقوة مشاة إسرائيلية على تلة الكرنتينا بالقرب من موقع حدب يارون.

كما استهدف حزب الله بحسب بياناته دبابة ميركافا قرب ثكنة برانيت، ونشر فيديو تضمن مشاهد من عمليات استهدافه عددا من المواقع التابعة للجيش الإسرائيلي قرب الحدود اللبنانية.

من جهته، أكد الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، من خلال تغريدة عبر صفحته على منصة “إكس” أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف لحزب الله داخل لبنان، ومن بينها مواقع عسكرية “التي عمل منها مخربو التنظيم”.

وأشار إلى أن القوات الإسرائيلية “هاجمت مخربا عمل داخل لبنان بالقرب من منطقة شلومي” وأرفق تغريدته بفيديو يظهر جانبا من عمليات استهداف الجيش الإسرائيلي لحزب الله.

وأوردت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، الخميس، أن القصف الإسرائيلي طال عدة بلدات جنوبية، وهي: محيط بلدات الناقورة، علما الشعب، جبل اللبونة، سهل مرجعيون، حامول، عيتا الشعب، منطقة رأس الظهر غربي بلدة ميس الجبل وأطراف بلدات محيبيب ورامية وبيت ليف ودبل وحولا ومزرعة المجيدية، ومنطقة “وادي مظلم” بين بلدتي راميا وبيت ليف.

كما ذكرت الوكالة الرسمية اللبنانية أن القطاع الشرقي شهد قصفا مركزا على كل من كفركلا وطى الخيام ومحيط المعتقل ومنطقة الشاليهات والعديسة، وأنه “تم قصف مرتفعات السلسلة الشرقية لجبل الشيخ في محلة بسطرة وشانوح وعلى بلدة كفرشوبا والجزء السفلي منها “بالقذائف المتفجرة الفوسفورية والحارقة”.

كما حلّق الطيران الإسرائيلي في طلعات استطلاعية في أجواء القطاعين الغربي والأوسط، إضافة إلى إلقاء الجيش الإسرائيلي قنابل مضيئة فوق بلدة الجبين.

تحذير من التصعيد

دبلوماسياً، التقى وزير الدفاع الوطني في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، موريس سليم، في مكتبه في اليرزة، بعد ظهر الخميس، سفيرة الولايات المتحدة الأميركية لدى لبنان، دوروثي شيا، على رأس وفد من السفارة، وجرى عرض للأوضاع العامة في البلاد ولشؤون المؤسسة العسكرية والدعم الذي تقدمه الولايات المتحدة الأميركية.

توازياً، حذرت وزيرة الخارجية الفرنسية، كاترين كولونا، نظيرها الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، من أي تصعيد أو توسيع للنزاع الإسرائيلي الفلسطيني، خصوصا في لبنان.

وقالت كولونا في منشور عبر صفحتها على منصة “إكس” أنه “جرى اتصال اليوم مع نظيري الإيراني في شكل تحذير: توسيع النزاع الدائر في غزة لن يفيد أحداً، وستتحمل إيران مسؤولية كبيرة”.

وحذرت دول غربية عدة بينها الولايات المتحدة وفرنسا، من خطورة توسع الحرب في غزة إلى لبنان.

ودعت واشنطن إلى ضرورة تنفيذ قرار مجلس الأمن الدولي 1701 الذي عزز انتشار اليونيفيل في جنوب لبنان إثر انتهاء حرب يوليو عام 2006 بين حزب الله وإسرائيل.

استعدادات للأسوأ

في سياق الاستعداد لاحتمال انزلاق لبنان أكثر في الحرب، أطلع وزير الصحة العامة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور فراس الأبيض، ممثلي الهيئات والمنظمات الأممية والدولية المانحة على خطة الطوارئ التي وضعتها الوزارة.

أتى ذلك في اجتماع موسع حضره المنسق المقيم للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية في لبنان، عمران ريزا، وسفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان، ساندرا دو وال، وممثل منظمة الصحة العالمية في لبنان، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، وممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان في لبنان، أسمى قرداحي.

وعرض الأبيض خلال الاجتماع، عمل مركز عمليات طوارئ الصحة العامة المنشأ حديثاً وبرنامج التدريب لرفع جهوزية العاملين الصحيين وخطة وزارة الصحة العامة لرفع جهوزية المستشفيات ومراكز الرعاية الأولية.

وأكد أن خطة الطوارئ الصحية تتفرع إلى محورين أساسيين، أولا “رفع جهوزية المستشفيات لتأمين العلاج الفوري لجرحى الحرب المحتملين سواء في المناطق الحدودية أم في المناطق التي من المرجح أن تشكل نقطة استقطاب طبي وعلاجي، وثانياً تأمين الرعاية الصحية للمواطنين النازحين قسراً عن منازلهم من خلال تعزيز خدمات الرعاية الصحية وإيلاء الاهتمام في هذا المجال لمراكز الرعاية الأولية في المناطق اللبنانية كونها تقدم الخدمات الجيدة بأسعار رمزية”.

ولفت إلى أن “خطة الطوارئ تهدف إلى مواكبة تداعيات تطور الأحداث على المدى القصير، ولكن أهميتها تكمن في مفاعيلها على المدى الأبعد، بدءا من برامج التدريب التي تشمل ممرضات وممرضين على التعامل مع حالات الطوارئ، وما يؤديه ذلك من تطوير للموارد البشرية، إلى ما يتم إنجازه على صعيد رفع الجهوزية وتأمين المستلزمات وتحسين التجهيزات وتحديثها قدر الإمكان”.

من جهته شدد ممثل منظمة الصحة العالمية، الدكتور عبد الناصر أبو بكر، على “أهمية تنسيق الشركاء جميعا مع وزارة الصحة العامة لضمان تجاوز الثغرات وتأمين الحاجات التي يمكن لأجهزة الوزارة تحديدها بكل دقة، بما يراعي تحقيق الخدمة المجتمعية الواجبة في هذه الظروف الحالية وكذلك المستقبلية”.

بدوره، قال المنسق المقيم للأمم المتحدة، ريزا: “نحن ملتزمون بمساعدة النظام الصحي في لبنان الذي أثبت على مدى السنتين الماضيتين جدية في مواجهة الأزمة، ومما لا شك فيه أن خطة الطوارئ الموضوعة تأتي بنتائج ليس فقط على المستوى القصير بل على المستوى الأبعد”.

كذلك أكدت سفيرة الاتحاد الأوروبي لدى لبنان “الالتزام بدعم النظام الصحي اللبناني وحاجاته المتعددة، لافتة إلى أهمية تحقيق استدامة الخدمات”.

أما ممثلة صندوق الأمم المتحدة للسكان، أسمى قرداحي، فأشارت إلى “وجوب المحافظة على ما تم إحرازه حتى الآن من تقدم في قطاع الصحة، كي لا يتأثر صموده وأداؤه من التأثيرات السلبية لأي تصعيد أمني”.

يذكر أنه بمناسبة “اليوم الوطني للبيئة” الموافق في 16 نوفمبر، أعلن وزير البيئة في حكومة تصريف الأعمال، الدكتور ناصر ياسين، كما أوردت “الوكالة الوطنية للاعلام” أن القصف الإسرائيلي على البلدات الحدودية أدى إلى احتراق ما لا يقل عن 460 هكتارا من الأراضي الحرجية والبساتين أي ما يشكل حوالي 37 في المئة من إجمالي الأراضي المحترقة حتى الآن خلال عام 2023.