(خطأ فادح وثغرة مؤلمة).. ملاحظات مواطن على دراما القنوات اليمنية في رمضان
(الأول) خاص:
نشر كاتب وباحث يمني، ما وصفها بالملاحظات عن الدراما اليمنية خلال موسم رمضان لهذا العام 1445 هجرية/2024 ، مسلطا الضوء في ملاحظاته على أربعة مسلسلات يمنية.
وتحت عنوان: "ملاحظات مواطن غير متخصص في الدراما"، أشار الباحث عبدالسلام محمد، إلى أنه تابع "أربعة مسلسلات ممر آمن على يمن شباب ودروب المرجلة على السعيدة والخروج النهائي على المهرية، وماء الذهب الذي اشترت المهربة النصف الثاني منه بعد تقييم أولي بوجود منافسة قوية".
وقال إن "هناك مشاكل سياسية واجتماعية واقتصادية وأمنية تحاول أي دراما علاجها ، لكن مشكلة اليمن هي الدولة ، غيابها أو حضورها لم يستشعره المواطن وهذه المشكلة ركز عليها فقط مسلسل الخروج الآمن ، مع وجود بعض الثغرات المتعلقة بنظام المجتمع القبلي الموازي للدولة والداعم لها كونه ظهر الوجه الجيد بينما الاستقطاب في هذا المجتمع وراء ضعف كيان الدولة، وهذا يمكن نقده في وقت لاحق، لكن أعطى المسلسل احساس للمشاعر بأهمية الدولة وأجهزتها الأمنية والمخابراتية في افشال المخططات".
وأضاف متحدثا عن "ممر آمن": "وكنت أتمنى وجود دور للقوات المسلحة والاستخبارات العسكرية والدبلوماسية اليمنية والإعلام بشكل أكثر خاصة وأنها جهات تتقدم المواجهة مع المتمردين ، كما لو ظهر في المسلسل شخصيات من سكان تهامة وقبائل الشمال وبدو الشرق لخرج المسلسل من بوتقة تعز المدينة والريف إلى سعة الجمهورية اليمنية".
ويرى الكاتب أن "الإشكالية التي تواجهها شركات الدراما هي شروط الممولين ، فمثلا لو وجد محمد الربع مخرج مسلسل الخروج النهائي دعما غير مشروط لنافس مسلسله في معالجة مشكلة الدولة ودعمها ، لكن لأن التمويل مشروط لا يقترب من السياسة الداعمة للحكومة سيكون من الصعب الحديث عن الدولة والتمرد ولذلك جاء المسلسل ليركز على قضايا اجتماعية بشكل ممتع دون هدف سباسي".
ولفت إلى أن "مسلسل دروب المرجلة عالج قضايا كثيرة ودعم قيم جيدة في المجتمع بالذات الاعتماد على النفس وتخطي الصعاب وتربية البادية القاسية لبناء الشخصية ، لكنه وقع في أخطاء غير مقصودة، وهو أن طبيعة المسلسل عمقت النظرة على أن البطل في النهاية هو ذلك الشاب الوسيم القادم من المدينة وابن الرجل الثري ، والبطلة هي تلك الفتاة الجميلة ابنة الشيخ ، وهذا تعميق ليس للطبقية الاجتماعية فحسب بل دعم البرجوازية في بلد 90% منه فقراء ".
أما مسلسل "ماء الذهب" ، بحسب الكاتب، فـ"كان دراما نوعية في الاخراج والإنتاج والتصوير، لكنه ركز على علاج الطمع فقط ، وحتى تهريب الآثار تطرق لها بشكل سطحي جدا ، كانت طبيعة الفكرة قائمة على احلام الكنز وفي سبيله سقطت دماء كثيرة، لكن غيب دور الدولة وكان أيضا فرصة لإظهار خطر فساد المسئولين الأمنيين والمدنيين المعنيين بهذا الملف".
وختم عبدالسلام مقالته، التي رصدها المشهد اليمني، بالقول: "المؤلم هو موت الحب الفقير كما في مسلسلي ماء الذهب وممر آمن، بينما انتصر حب الأغنياء في مسلسل دروب المرجلة وهذا الخطأ الفادح ثغرة في دراما القنوات اليمنية في رمضان".
وتنافست العديد من المسلسلات اليمنية هذا العام، مع تمكنها من تحقيق ما وصفه كُتاب ونُقّاد فنيين، بالنقلة النوعية والنضوج الجاد، رغم الأوضاع غير المستقرة بالبلاد.