كلمات عامية مشتركة بين اللهجتين الظفارية والحضرمية
مسعود عمشوش
أثناء دراستي للغات العربية الحديثة، التي لا تزال تستخدم اليوم في جزيرة سقطرى والمهرة وظفار في ساحل عمان، لمست أن كثيرا من مفردات تلك اللغات لا تزال تستخدم اليوم في لهجة حضرموت. وسبق إن أشرت في كتابي (لهجة حضرموت في كتابات الكونت كارلو دي لاندبرج) إلى وجود بعض الكلمات العامية التي تستخدم اليوم في لهجات حضرموت وأبين عمان، مثل كلمة (كلان) بمعنى عريس. وكتبت: " هناك كثير من المفردات التي يلجأ لاندبرج إلى شرح معناها في الأجزاء الأخرى من كتاب (دراسات لهجات جنوب الجزيرة العربية)، المكرسة للهجة أبين. ففي إطار تعليقه على نص (الحلاق) يشير إلى أن كلمة (كندر) بمعنى يحلق تستخدم كذلك في لهجة أبين. وفي كتاب (لهجة دثينة، ص563) يعدد المناسبات التي يقوم الأبينيون خلالها بذبح رأس غنم، ومن بين تلك المناسبات كندرة المولود الجديد، وتسمى الذبيحة: ذبيحة الكندرة. واليوم لا يزالون يرددون المثل القائل "إذا كندر خوك بلّل). وفي لحج لديهم مثل يقول: "الجدة متكندرة والبنت متحزمة"، ومعناه أن الجدة حلقت شعرها كله بسبب الحزن بينما وضعت البنت كامل زينتها... وفي الصفحات من 715 إلى 869 من كتاب (لهجة دثينة) يشرح لاندبرج نص (الحراوة) أي الزواج، ويقدّم جميع المفردات المرتبطة بالزواج. ويعترف أنه لم يستطع العثور على أصل فعل (حروى تحروى بمعنى زوّج تزوج)، ويذكر أن بعض مشتقاته فقط تستخدم في بعض المناطق الأخرى من جنوب الجزيرة العربية. ويشير إلى أن الحضارم والمهرة والعمانيين يستخدمون (كلان) مقابل (حريو) أي الزوج في لهجة أبين. ص715 ".
وأثناء قراءتي لرواية (طفلة) للمحامي الصحفي الروائي العماني خالد بن سعد الشنفري شد انتباهي احتفاؤه باللهجة الظفارية في نصوصه المختلفة، إذ أنه كثيرا ما يستخدمها ويضع في الهامش أو بين قوسين مقابلها في اللغة العربية.
وسبق إن أشرت إلى الشنفري، ابن ظفار، قد ركـّـز في نصوصه على نبش الماضي وسرده، لاسيما فترة ستينيات القرن الماضي التي تزامنت مع العقد الأول من عمره، الذي أمضاه في الحافة الملاصقة لمدينة صلالة. وفي روايته (طفلة) التي نشرها سنة 2019 سرد قصة حبٍّ بين البطل علي والفتاة الظفارية طفلة التي يؤكد الشنفري أنها خلق بواسطتها أنموذجا للفتاة الظفارية. وتجري معظم أحداث الرواية في ظفار وتحديدا صلالة خلال عقد الستينيات من القرن الماضي. ولا شك في أن الرواية، إضافة إلى توظيفها لتلك البيئة الظفارية وتصويرها لعاداتها قد تضمنت كذلك بعض الأبعاد التاريخية. إذ أن بعض أحداثها تتطابق مع ما حدث فعلا في ظفار وعمان بشكل عام خلال تلك الفترة.
وفي انتظار انتهائي من قراءة أكثر عمقا للرواية أقدم هنا بعض الكلمات العامية التي استخدمها الشنفري في روايته (طفلة)، والتي لا نزال نستخدمها اليوم في لهجتنا الحضرمية، علما أن مؤلف (طفلة) قد حرص على استخدام تلك الكلمات، وقام -كما ذكرت- في كثير من الحالات بوضع ما يقابلها في اللغة العربية الفصحى في الهامش. من هذه الكلمات:
الخصار السمك الذي يقدم في الوجبة ص١٦٦
التريك السراج الذي يعمل بالجازولين والشمعة ص١٧
الغرشة القارورة ص١٩
الصفرية القدر ص ١٩
غمس غمر بسائل ما ص٢٠
ليسو وشاح المرأة ص٢٠
الفقر فتحة الثوب تحت العنق ص٢١
عصف عطف جعله ينعطف أو ينحني ص٢١
القضب البرسيم. ص٢٥
الجحلة زير الماء الصغير ٣٣
الجابية البركة ٣٣
المَريّة القلادة ص٣٤
الكزاب ثمرة النارجيل. ٣٤
القُفَّة الوعاء المصنوع من خوص سعف النخيل ٤١
الضيقة الممر المؤدي إلى داخل البيت ص٤٥
الفرضة رصيف الميناء ص٥٥
الكمر الحزام ص٥٧
المصافة المكنسة ص٦١
البوني باب سدة ص٦٩
الزيتون الجوافة ٦٩
كراع جزء من تقسيم الأرض المروية ص٧٨
المحضرة غرفة استقبال في البيت ص٩٢