لماذا تراجعت إسرائيل عن توجيه "ضربة كبرى" لإيران؟
كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، اليوم الاثنين، أن قادة إسرائيل خططوا لتوجيه ضربة كبرى لإيران، لكنّ تل أبيب تخلت عن تلك الخطط لتجنب نشوب حرب إقليمية.
وذكرت الصحيفة، في تقرير لها، أن "إسرائيل تخلت عن خطط لشن هجوم أكثر شمولًا على إيران بعد ضغوط دبلوماسية منسقة من أمريكا وحلفاء أجانب آخرين.
وقالت الصحيفة إن "الضربة التي وجهت لإيران، الجمعة، كان يمكن أن تكون أوسع نطاقًا بكثير، لكن بعد ضغوط مكثفة من الحلفاء، وافق القادة الإسرائيليون على تقليصها".
وكشفت "نيويورك تايمز" أن "القادة الإسرائيليين ناقشوا في الأصل قصف عدة أهداف عسكرية في جميع أنحاء إيران، الأسبوع الماضي، منها قرب العاصمة طهران، وذلك ردًّا على الضربة الإيرانية في 13 أبريل/ نيسان".
ورأت الصحيفة أنه "كان من الصعب للغاية على إيران التغاضي عن مثل هذا الهجوم الواسع والمدمر، مما يزيد من فرص شن هجوم مضاد إيراني قوي كان من الممكن أن يضع الشرق الأوسط على حافة صراع إقليمي كبير".
وقالت الصحيفة: "في النهاية، وبعد أن حث الرئيس الأمريكي بايدن، مع وزيريْ خارجية بريطانيا وألمانيا، رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو، على منع نشوب حرب أوسع نطاقًا، اختارت إسرائيل توجيه ضربة محدودة تلافت بذلك أضرارًا كبيرة، مما قلل من احتمالية التصعيد، على الأقل في الوقت الراهن".
ولفتت الصحيفة إلى أنه "مع ذلك، فمن وجهة نظر المسؤولين الإسرائيليين، أظهر الهجوم لإيران مدى اتساع وتطور الترسانة العسكرية الإسرائيلية".
وأضافت: "بدلًا من إرسال طائرات مقاتلة إلى المجال الجوي الإيراني، أطلقت إسرائيل عددًا صغيرًا من الصواريخ من طائرات متمركزة على بعد مئات الأميال غربها يوم الجمعة، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين".
وأرسلت إسرائيل أيضًا طائرات هجومية صغيرة دون طيار، تُعرف باسم "المروحيات الرباعية"، لإرباك الدفاعات الجوية الإيرانية، وفقًا للمسؤولين الإسرائيليين.
وتعرضت المنشآت العسكرية في إيران لهجمات من قبل مثل هذه الطائرات المسيّرة، عدة مرات، في السنوات الأخيرة، قالت إيران في عدة مناسبات إنها لا تعرف الجهة المسؤولة عنها، وهو ادعاء تم تفسيره على أنه إحجام إيراني عن الرد.
وقال المسؤولون إن صاروخًا أصاب بطارية مضادة للطائرات، الجمعة، في جزء مهم إستراتيجيًّا بوسط إيران، بينما انفجر صاروخ آخر في الجو، فيما قال مسؤول إسرائيلي إن المقاتلات دمرت الصاروخ الثاني عمدًا بمجرد أن أصبح من الواضح أن الأول قد وصل إلى هدفه، لتجنب التسبب في أضرار جسيمة.
وقال المسؤولون إن نية إسرائيل هي السماح لإيران بالمضي قدمًا دون الرد بالمثل، في حين أشاروا إلى أن إسرائيل طورت القدرة على ضرب إيران دون دخول مجالها الجوي أو حتى تفجير بطاريات الدفاع الجوي الخاصة بها.
وتأمل إسرائيل أيضًا أن تظهر قدرتها على ضرب تلك البطاريات في جزء من وسط إيران يضم العديد من المنشآت النووية الكبرى، بما في ذلك موقع لتخصيب اليورانيوم في نطنز، في إشارة إلى أنه كان بإمكانها أيضًا الوصول إلى تلك المنشآت إذا حاولت.