قيادي حوثي يعذب شابا في صنعاء.. والسبب لا يصدق
(الأول)متابعات:
نشرت الناشطة الحقوقية أزال الصباري رواية مأساوية لتعرض شاب لتعذيب وحشي على يد قيادي حوثي في مديرية بني حشيش بصنعاء.
وتفصل الرواية التي قدمتها الصباري تفاصيل صادمة للحادثة التي وقعت في الساعة الثانية بعد منتصف الليل.
ووفقا للصباري ففي ليلة مأساوية، كان الشاب صابر صالح محمد الشمهاني، البالغ من العمر عشرين عاماً، والذي يعمل في تقطيف القات (مبزغ) لإعالة أسرته، عائداً إلى منزله بعد يوم عمل طويل. كان صابر يعمل مع مقوت مشهور يدعى سمير الخياري، وقد نُسي في السوق ذلك اليوم مما اضطره إلى العودة إلى صنعاء عبر وسائل النقل العامة.
أثناء انتظاره على جانب الطريق الرئيسي في عزلة الشعاب، تعرض له المدعو محمد خالد معيض القسامي، المعروف بأبي مطلق، واستجوبه عن سبب وجوده هناك. حاول صابر شرح موقفه وأنه كان يبحث عن وسيلة نقل للعودة إلى منزله، إلا أن القسامي اتهمه بالسرقة وبدأ بالاعتداء عليه بالضرب والسب.
وبعد تعرضه للضرب المبرح، تمكن صابر من الفرار إلى أحد المساجد في القرية، حيث وجد مأوى وأماناً مؤقتاً. ومع ذلك، لاحقه القسامي وأجبر من كانوا معه على إعادته إلى النقطة الأمنية في العزلة. عندما وصلوا إلى هناك، اتهم القسامي صابر مجدداً بالسرقة وأمر باعتقاله.
وتم أخذ صابر إلى غرفة بعيدة في القرية، حيث استقبله القسامي برفقة خمسة من أقاربه، وانهالوا عليه بالضرب والتعنيف باستخدام العصي الخشبية والمواسير وأيديهم، واستمروا في ذلك حتى الصباح. في هذه الأثناء، كانت أسرة صابر في صنعاء تعيش حالة من القلق الشديد، ولم يتمكنوا من النوم بحثاً عن ابنهم المفقود.
وبعد بحث طويل، تمكن والد صابر من العثور على ابنه في تلك الغرفة المشؤومة، حيث سمع صراخه وتوسل لمن يعذبونه بإطلاق سراحه. أخيراً، وبعد عناء طويل، سمحوا للأب بأخذ ابنه. كان صابر في حالة مروعة، مليئاً بالكدمات وآثار التعذيب. توجه الأب فوراً إلى المستشفى لإنقاذ حياة ابنه، ووصلوا إلى هناك في الساعة الثامنة وأربعين دقيقة صباحاً في 3 أبريل 2024.
وحتى الآن، لم يتم اتخاذ أي إجراءات قانونية ضد الجاني محمد خالد معيض القسامي (أبو مطلق)، ولم يحضر أي قسم شرطة أو نيابة أو محكمة. تم توقيف ثلاثة أشخاص من الذين شاركوا في التعذيب، إلا أنه تم الإفراج عنهم بضمانات كون الجريمة غير جسمية.
وتطرح هذه الواقعة تساؤلات حول فعالية القانون في مواجهة الظلم والتعذيب. هل يُعد كل هذا التعنيف وإطلاق النار على الشاب صابر جريمة غير جسمية؟ هل اختطافه وتعذيبه لا يستحقان محاسبة الجاني ومعاقبته؟ تظل عائلة صابر والمجتمع اليمني بأسره في انتظار العدالة.
في نهاية روايتها، ناشدت أزال الصباري الله لإنصاف المظلومين ومحاسبة الجناة، متسائلة عن دور القانون في حماية المستضعفين في مواجهة الطغاة وأصحاب النفوذ.