من اليونيسيف إلى الأهل: نصائح لاعتماد التربية الذكية مع الأطفال
تصف اليونيسيف وضع الأهل بالصعب بحيث أنّه يأتي وقت لا يجد فيه الأهل أفضل السبل لتأديب طفلهم. سواء كانوا يتعاملون مع طفل صغير يصرخ أو مراهق غاضب. ويقول المعنون إنّه قد يكون من الصعب التحكم في أعصابهم، أي عن الأهل. في الواقع، لا أحد من الوالدين يرغب في أن يكون في مثل هذا الموقف، وخلاصة القول هي إنّ الصراخ والعنف الجسدي لا يساعدان أبدًا.
تأثير الانضباط الإيجابي على الأطفال
تقول البروفسور كلوفر: “لا يريد الأهل أن يصرخوا أو يضربوا أطفالهم”، مُضيفةً “نحن نفعل ذلك لأننا نشعر بالتوتر ولا نرى طريقة أخرى”.
في السياق نفسه تُضيف البروفسور بالقول إنّ الدليل واضح. إنّ الصراخ والضرب ببساطة لا يجديان نفعًا ويمكن أن يضرّا أكثر مما ينفعا على المدى الطويل. فالصراخ والضرب المتكرر يمكن أن يؤثرا سلبًا على حياة الطفل بأكملها. يمكن أن يؤدي “الضغط السام” المستمر الذي يخلقه، إلى مجموعة من النتائج السلبية مثل زيادة فرص التسرّب من المدرسة، والاكتئاب، وتعاطي المخدرات، والانتحار، وأمراض القلب. لا تلجأي إلى عادات غير فعّالة في التربية لأنّها تجعل طفلك قلقًا ومترددً
تقول البروفيسور كلوفر: “الأمر أشبه بقول: هذا الدواء، لن يساعدك وسيمرضك”. “عندما نعلم أن شيئًا ما لا يعمل، فهذا سبب وجيه جدًا للبحث عن نهج مختلف.”
إليك التفاصيل العملية فيما يلي!
أساليب التربية الصحية
بدلًا من العقاب وما لا يجب فعله، يركّز نهج الانضباط الإيجابي على تطوير علاقة صحية بين الأهل والطفل وتحديد التوقّعات حول السلوك. أمّا الخبر السار لكل أم هو أن هذا الأمر مجرّب وناجح وهنا سُبل عملية للتطبيق:
1. خططي للحديث المنفرد
يعد اللقاء الفردي أمرًا مهمًا لبناء أي علاقة جيدة، وتحديدًا مع أطفالك. تقول البروفسور في هذا الإطار: “يمكن أن يكون 20 دقيقة في اليوم، أو حتى 5 دقائق” وتُضيف: “يمكنك الجمع بين ذلك وبين شيء مثل غسل الأطباق معًا أثناء غناء أغنية أو الدردشة أثناء نشر الغسيل”. “المهم حقًا هو أن تركّزي على طفلك”. لذلك، تقومين بإيقاف تشغيل جهاز التلفزيون، وإيقاف تشغيل الهاتف، وتنحنين إلى مستوى طفلك، حيث تكونين انت و هو .
2. إمدحي الإيجابيات
كأهل، غالبًا ما نركّز على سلوك أطفالنا السيّء ونكشف عنه. قد يقرأ الأطفال هذا كوسيلة لجذب انتباهك، وإدامة السلوك السيّء بدلًا من وضع حدّ له. في الحقيقة، ينمو الأطفال ويزدهرون بالثناء، فالثناء من الخطوات السهلة لتعديل سلوك الطفل. يجعلهم الأمر يشعرون بالحب والتميّز. لذيك، توصي البروفيسور كلوفر كل أمّ بالتالي: “احترسي عندما يفعل طفلك شيئًا جيدًا وامدحيه، حتى لو كان هذا الشيء مجرد لعب لمدة خمس دقائق مع إخوته”. “وهذا يمكن أن يشجع السلوك الجيد ويقلل من الحاجة إلى الانضباط”.
3. ضعي توقعات واضحة
تقول البروفيسور كلوفر: “إن إخبار طفلك بما تريدينه أن يفعله بالضبط هو أكثر فعالية بكثير من إخباره بما لا يجب عليه فعله”. وتُضيف: “عندما تطلبين من الطفل ألا يحدث فوضى، أو أن يكون جيدًا، فهو لا يفهم بالضرورة ما المطلوب منه”. بل على العكس، إنّ التعليمات الواضحة مثل “الرجاء التقاط جميع ألعابك ووضعها في الصندوق”، تحدّد توقعات واضحة وتزيد من احتمالية قيامه بتنفيذ ما تطلبينه.
4. اصرفي الانتباه بشكل خلّاق
عندما يواجه طفلك صعوبة، فإن تشتيت انتباهه بنشاط أكثر إيجابية يمكن أن يكون استراتيجية مفيدة، كما تقول البروفيسور كلوفر، وتُضيف:”عندما تصرفي طفلك نحو شيء آخر، عن طريق تغيير الموضوع، أو تقديم لعبة، أو قيادته إلى غرفة أخرى، أو الذهاب في نزهة على الأقدام، يمكنك تحويل طاقته بنجاح نحو السلوك الإيجابي”. وهذه الطريقة تعتبر من أفضل طرق تربية الاطفال عمر سنتين.
5. استخدمي العواقب الهادئة
يرتكز جزء من النمو على أن تعلّمي طفلك أنه إذا قام بشيء ما، فقد يحدث شيء ما نتيجة لذلك. إن تحديد هذا لطفلك هو عملية بسيطة تشجّع على السلوك الأفضل مع تعليمه المسؤولية.
امنحي طفلك فرصة لفعل الشيء الصحيح من خلال شرح عواقب سلوكه السيء. على سبيل المثال، إذا كنت تريدين أن يتوقّف طفلك عن الخربشة على الجدران، يمكنك أن تطلبي منه التوقف وإلا ستنهي وقت لعبه. وهذا يوفّر له تحذيرًا وفرصة لتغيير سلوكه. وفي حال لم يتوقّف، تابعي العواقب بهدوء ومن دون إظهار الغضب، وتُضيف البروفسور في هذا الإطار: “امنحي نفسك الفضل في ذلك، فالأمر ليس سهلًا!” إذا توقفوا، امنحيه الكثير من الثناء على ذلك، كما توصي .
أخيرًا، يعدّ الثبات عاملًا أساسيًا في التربية الإيجابية، ولهذا السبب فإنّ متابعة العواقب أمر مهم. وكذلك جعلها واقعية. يمكنك أن تأخذي هاتف المراهق بعيدًا لمدة ساعة، ولكن قد يكون من الصعب متابعة أخذه منه لمدة أسبوع. لذا، اختاري العقاب الإيجابي الذي يعلّم طفلك والذي يمكن أن تلجأي إليه بشكل ثابت ومستمر.