المدرسة أم الآباء.. من المسؤول عن حماية الأطفال من السوشال ميديا؟
أظهرت الدراسات أن الاستخدام المفرط لوسائل التواصل الاجتماعي يمكن أن يؤدي إلى الاكتئاب والقلق، خاصة بين المراهقين الصغار، بحسب ما نشرته صحيفة ap news.
ولحماية الأطفال من الأخطار المحتملة لوسائل التواصل الاجتماعي، يقترح الخبراء إيجاد نهج وسطي يتضمن تعليم الأطفال حول مخاطر وفوائد هذه المنصات، بعيدا عن الحظر الكامل أو الحرية التامة، ويوفر للأطفال الأدوات والمعلومات التي يحتاجونها للتنقل في العالم الرقمي بفعالية.
وتشدد ناتالي بازاروفا، أستاذة الاتصالات، على أهمية التعليمات والممارسة المناسبة للعمر في التعامل مع هذه المنصات.
الآباء والمدرسة
في حين أن بعض الآباء والأمهات قد يفتقرون إلى المعرفة والوقت اللازمين لتوفير تعليم مكثف حول استخدام وسائل التواصل الاجتماعي، إلا أنه حتى الآباء اليقظين لا يمكنهم ضمان سلامة أطفالهم على الإنترنت.
واختبرت نيفين رضوان، التي قيدت وصول أطفالها إلى وسائل التواصل الاجتماعي، كيف وقعت ابنتها في فخ المحتوى الضار وأصيبت باضطراب في الأكل. وتدعو رضوان الآن إلى تحميل عمالقة التكنولوجيا المسؤولية عن الأضرار التي تسببها منصاتهم.
وعلى الرغم من أن الآباء يلعبون دورًا حاسمًا، إلا أن المدارس تُعتبر مكانًا رئيسيًّا لتعليم الأطفال المواطنة الرقمية. ومع ذلك، يقدم عدد قليل من المدارس حاليًّا برامج شاملة حول محو الأمية الرقمية والسلامة على الإنترنت. ويواجه المعلمون بالفعل تحديات في تقديم المناهج الدراسية العادية، فغالبًا ما تتطلب الأنشطة اللامنهجية أن يكون الطلاب نشطين على وسائل التواصل الاجتماعي.
كما تختار بعض المدارس حظر الهواتف تمامًا، ولكن غالبًا ما يجد الأطفال طرقًا لتجاوز هذه القيود، بيد أن مواجهة التحديات التي تفرضها وسائل التواصل الاجتماعي بفعالية تدفعنا للاعتراف بوجودها وتثقيف الأطفال حول كيفية التعامل معها بأمان.
وتؤكد ميرف لابوس، من مؤسسة Common Sense Media، على ضرورة التحقق من صحة الضغوط التي يواجهها الأطفال على وسائل التواصل الاجتماعي، والدخول في محادثات هادفة معهم.
وباختصار، فإن إيجاد نهج وسطي ينطوي على تثقيف الأطفال حول وسائل التواصل الاجتماعي ومخاطرها وفرصها، يتطلب دورًا حاسمًا من الآباء، إلى جانب مساهمة فاعلة من المدارس، من خلال دمج المواطنة الرقمية في مناهجها الدراسية. كما تتقدم المنظمات غير الربحية ومجموعات المناصرة لتقديم الدعم للشباب الذين يعانون بسبب سوء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. ويكمن المفتاح في تمكين الأطفال بالمعرفة والأدوات اللازمة للإبحار في العالم الرقمي بأمان ومسؤولية.