القائد عيدروس الزبيدي في الذاكرة السياسية (الحلقة الثانية).. الزبيدي .. المؤكد الأول للتصالح الجنوبي ومثبت حق المصير

يواصل "الأول"، في عدة حلقات، سرد أهم المراحل والمنعطفات من مسيرة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي - رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس المجلس الرئاسي - فبعد أن تحدثنا في الحلقة الأولى عن رحلة الزبيدي من جبال الضالع إلى ساحة الكفاح لاستعادة الوطن .

القائد عيدروس الزبيدي في الذاكرة السياسية (الحلقة الثانية).. الزبيدي .. المؤكد الأول  للتصالح الجنوبي  ومثبت حق المصير

كتب / د. الخضر عبدالله

ونذكر في هذه الحلقة حكاية حكم الإعدام، وكذا تشكيل حركة (حتم) بعد مغادرته لجيبوتي بعد حرب 94م، وإصدار سلطات نظام صنعاء أحكامًا بالإعدام غيابياً بحق الزبيدي، وكيف ظل الزبيدي خلال تواجده بجيبوتي متواصلاً مع قيادة الجنوب السياسية والعسكرية، سنتحدث في الحلقة الثانية عن تبني الزبيدي للتسامح الجنوبي وحق المصير، والتفاصيل الكاملة لقصة محاولة اغتيال الرئيس الزُبيدي، وإعلان الزبيدي عن عودة النشاط المسلح لحركة "حق تقرير المصير" بالجنوب، ومحاولة ميليشيا الحوثي اغتيال الزبيدي عبر كمين مسلح ومحكم بالمسيمير نجا منه بأعجوبة، وغيرها.

ففي 21/5/2006م كان عيدروس الزبيدي المتبني الأول للقاء التصالح والتسامح الجنوبي الذي أقيم في منطقة زبيد بمديرية الضالع، وفي العام 2010م أعاد "الزبيدي" نشاط حركة (حتم) كجناح عسكري للحراك الجنوبي الذي يطالب بفك الارتباط عن الشمال، حيث قام بتأسيس المقاومة الجنوبية وفتح معسكرات لتدريب الشباب في الضالع وشبوة على مختلف أنواع القتال ودورات للصاعقة وحرب العصابات وحرب المدن.

النواة الأولى للمقاومة الجنوبية:

وفي عام 2011 أعلن (الزبيدي) عودة النشاط المسلح لحركة "حق تقرير المصير" في الجنوب، وبعد عام واحد اندلعت اشتباكات بين مسلحي الحراك الجنوبي بقيادة (عيدروس الزبيدي) وقوات الجيش اليمني الموالية للمخلوع علي عبدالله صالح في 2013م بسبب قصف الجيش بالقذائف مخيم عزاء لناشط في الحراك الجنوبي في فناء إحدى المدارس الحكومية بقرية سناح، بمديرية حجر بمحافظة الضالع، وأسفر عن مقتل 15 شخصاً بينهم طفل يبلغ 3 سنوات وآخر 11 سنة، وإصابة 23 شخصاً على الأقل.

واستمرت الاشتباكات لفترات متقطعة طوال عدة أشهر, وفي الرابع من ديسمبر 2014م دعا الزبيدي لاجتماع موسع في منطقة زُبيد لمشائخ وأعيان الضالع واتفق معهم على الاستمرار في القتال ضد الجيش، وأسس المقاومة الجنوبية والتي نجحت في العام التالي من تشكيل النواة الأولى للقوات الجنوبية، وكان لهذه القوات التي دربها الزبيدي فضل كبير في حماية محافظة الضالع من الزحف الحوثي وإعلان الضالع أول محافظة يتم تحريرها من مسلحي جماعة الحوثي.

وأثمرت جهود عيدروس الزبيدي، قائد المقاومة الجنوبية، فقد أصبحت المقاومة تواجِه بقوة فائقة في الضالع، وكسرت كل المحاولات المتكررة لاجتياحها، وكل ذلك بسبب وجود تنظيم عسكري قوي وفاعل ومدرب تدريبًا عاليًا، وهو المقاومة الجنوبية برجالها وقائدها، ونصبوا لهم هدف استعادة وطنهم الجنوبي.

دور الزبيدي في صد الزحف الحوثي:

وبعد الانقلاب العسكري على الرئيس هادي في صنعاء، واصل الحوثيون زحفهم نحو مدن الجنوب برفقة قوات صالح العسكرية، وفي العام نفسه في الـ 30 من مارس 2015م، قتل ما لا يقل عن 22 شخصاً وجرح 50 باشتباكات بين الحراك والقوات الموالية للحوثيين وصالح في الضالع، وفي 1 أبريل من نفس العام فر العميد عبد الله ضبعان وجنوده من معسكر اللواء 33 مدرع الضالع، وأثناء هذه الحرب استطاع القائد الزبيدي أن يخطط بصمت ورسم خطة وفق إمكانيات المقاومة ودراسة قوة وعتاد الغزاة ونفذها في اليوم الثاني من أبريل وسيطر أبطال الحراك بقيادة (الزبيدي) على مدينة الضالع بشكل كامل بعد انسحاب قوات الجيش والحوثيين لأطراف المدينة.

وفي25/5/2015م نفذت المقاومة هجومًا على معسكر الجرباء ولواء عبود وكل مواقع الحوثي وصالح، ونجح الهجوم في تحرير الضالع وطرد الغزاة منها لتصبح الضالع أول محافظة تُنتزع من قبضة القوات الموالية للحوثيين وعلي عبدالله صالح.

تحرير محافظة لحج:

وبعد طرد القوات الغاشمة وتحرير الضالع توجه عيدروس بقواته، معززين بالأسلحة الثقيلة وراجمات الصواريخ، إلى منطقة النخيلة في مديرية المسيمير بمحافظة لحج لقطع طريق الإمداد الرابط بين كرش ومثلث العند، وظل القائد عيدروس الزبيدي على تواصل مع قيادة المقاومة في الجبهات وشارك شعب الجنوب والتحالف العربي في عاصفة الحزم بفعالية وقام بالعمل على تحرير مناطق المسيمير والعند.

محاولة اغتيال الزبيدي:

وفي يوليو 2015، حاولت مليشيا الحوثي اغتيال القائد (الزبيدي) عبر كمين مسلح ومحكم في المسيمير في لحج، لكن الرجل نجا من موت محقق واستشهد اثنان من المقاومين وجرح أكثر من 30 مقاوما من حراسته الخاصة.

في 25 يوليو 2015م شارك في معركة اقتحام العند المحور وتم تأمينه من قبل القوات التابعة له وقام بمنع أخذ أي شيء من الغنائم رغم حاجة المقاومة للعتاد ومن ثم تسليمه إلى القائد فضل حسن, ثم اتجه إلى منطقة كرش وسيطر على الجبال المطلة على الخط العام لمحاصرة وتضييق الخناق على معسكر لبوزة, كما شارك بالقتال في جبهة (بلة / ردفان) واقتحم قاعدة العند العسكرية الاستراتيجية برفقة عدد من القيادات العسكرية في الرابع من أغسطس 2015م.