قيادة السلطة المحلية في عدن تنتفض ضد فساد الأراضي بقيادة أنيس باحارثة

قيادة السلطة المحلية في عدن تنتفض ضد فساد الأراضي بقيادة أنيس باحارثة

قيادة السلطة المحلية في عدن تنتفض ضد فساد الأراضي بقيادة أنيس باحارثة

الأول /خاص

تشهد محافظة عدن تحركًا جادًا وغير مسبوق من قبل قيادة السلطة المحلية، في مواجهة قضايا فساد معقدة تتعلق بإدارة الأراضي، والتي يديرها رئيس الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة، أنيس باحارثة،  هذا التحرك جاء استجابة للغضب المتزايد من المواطنين والجهات الرسمية، على حد سواء، إزاء التجاوزات الفادحة التي ارتبطت بإدارة باحارثة على مدى عقود.

*اجتماع طارئ*
اجتماع طارئ لقيادة السلطة المحلية
عُقد الأسبوع الماضي اجتماع استثنائي في ديوان عام محافظة عدن، برئاسة نائب المحافظ وأمين عام المجلس المحلي، بدر معاون سعيد، وبحضور وكيل المحافظة الدكتور رشاد شائع، لمناقشة قضايا ملحة تتعلق بمخططات الأراضي في المدينة. 
الاجتماع شهد حضورًا بارزًا لمسؤولين من مختلف الجهات ذات الصلة، بما في ذلك القائم بأعمال مدير عام الهيئة العامة للأراضي، عامر عثمان، ومدير عام مكتب الأشغال، المهندس وليد الصراري، بالإضافة إلى مدراء عموم مديريات المنصورة، دار سعد، والمعلا.

ركز الاجتماع على دراسة التجاوزات الخطيرة التي طالت مخططات الأراضي في عدن، والتي أثارت جدلاً واسعًا وتسببت في مشاكل متعددة على المستوى المحلي.
 وتم خلال الاجتماع الاتفاق على رفع تقرير شامل يتضمن تفاصيل التجاوزات ومقترحات للحلول، تمهيدًا لرفعه إلى معالي وزير الدولة ومحافظ محافظة عدن، الأستاذ أحمد حامد لملس، لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة التي تقتضيها المصلحة العامة.

*تحرك عاجل لمواجهة الفساد*
أكد نائب المحافظ، بدر معاون سعيد، خلال الاجتماع، أن هذا التحرك يأتي بناءً على توجيهات مباشرة من معالي وزير الدولة، وذلك بهدف معالجة الإشكاليات الخطيرة المتعلقة ببعض التجاوزات في مخططات الأراضي بمديريات المعلا، المنصورة، ودار سعد.
 وأشار معاون إلى أن السلطة المحلية لن تتهاون في مواجهة أي ممارسات تضر بالمصلحة العامة، وستعمل على استعادة سيادة القانون وحماية حقوق المواطنين.

*باحارثة سجل طويل من الفساد والتزوير*
يأتي هذا التحرك في وقت حساس، حيث تُثار العديد من التساؤلات حول دور أنيس باحارثة، رئيس الهيئة العامة للأراضي وعقارات الدولة، الذي يُعرف بسمعته السيئة في مجال الفساد والتزوير.
 باحارثة، الذي يمتلك تاريخًا مثيرًا للجدل يمتد لأكثر من عقدين، كان محورًا للعديد من الفضائح التي طالت إدارة الأراضي في اليمن.
تاريخ باحارثة مع الفساد ليس حديث العهد، فقد أظهرت التقارير الرسمية والوثائق تورطه في قضايا فساد ضخمة، من بينها تقرير لجنة الإعلام والثقافة والسياحة بمجلس النواب لعام 2004. هذا التقرير الذي كشف عن مخالفات مالية وإدارية جسيمة في وزارتي الثقافة والسياحة والإعلام، أبرز دور باحارثة كأحد الشخصيات الرئيسية المتورطة في تلك القضايا.

*تفاقم الأزمة وضغط المجتمع*
تصاعدت حدة الانتقادات والضغوط من قبل المجتمع في عدن، والذي يعاني من تفشي الفساد وتدهور الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية, يُنظر إلى إدارة الأراضي باعتبارها واحدة من أكثر القطاعات فسادًا في المدينة، وهو ما يثير استياءً واسعًا بين المواطنين الذين يرون أن حقوقهم تتعرض للانتهاك بسبب الممارسات الفاسدة.
تتجلى هذه الضغوط بشكل خاص في المناطق المتضررة مثل مديريات المعلا، المنصورة، ودار سعد، حيث تتفاقم المشاكل المتعلقة بمخططات الأراضي. هذه القضايا لم تعد تحتمل التأجيل، وهو ما دفع قيادة السلطة المحلية إلى اتخاذ موقف حازم ضد الفساد والمفسدين.

*التطلعات المستقبلية: نحو إصلاح جذري*
مع تصاعد التحرك ضد الفساد، تتطلع الأنظار إلى ما ستسفر عنه الإجراءات التي ستتخذها السلطة المحلية في عدن, يترقب المواطنون بفارغ الصبر الخطوات الفعلية التي ستتخذ لضمان محاسبة المتورطين في قضايا الفساد واستعادة حقوق المواطنين المغتصبة, و من المتوقع أن تسهم هذه الإجراءات في تعزيز ثقة المجتمع المحلي بالسلطة وتحقيق العدالة المنشودة.
في ظل هذه التطورات، يبقى السؤال الأهم: هل ستتمكن قيادة السلطة المحلية في عدن من القضاء على الفساد المستشري واستعادة سيادة القانون في إدارة الأراضي؟ أم أن التحديات الراهنة ستظل عقبة في وجه الإصلاحات المطلوبة؟ الأيام القادمة ستكشف المزيد حول مدى جدية هذه الانتفاضة ضد الفساد، وما إذا كانت ستؤدي إلى تغييرات حقيقية في واقع المدينة ومستقبلها.