الرواية في الجنوب، نشأتها وآفاق تطورها


مسعود عمشوش
إن إعادة الاعتبار للمكانة الثقافية لعدن بشكل خاص والجنوب بشكل عام تتطلب منا، نحن الجنوبيين، التركيز على ما قدمه ويقدمه وسيقدمه المبدعون الجنوبيون في مختلف جوانب الأجناس وأنواع الكتابة، وتشجيعهم ونشر ما لديهم من نصوص وتمكينهم من مواصلة العطاء والارتقاء بكتاباتهم. وذلك يتطلب منا الاهتمام برصد ما كتبوه وتوثيقه ودراسته. وعلينا ألاّ ننتظر من الآخرين أن ينصفونا ويبرزوا مبدعينا ونصوصهم. ومن المؤسف أن بعضنا يهتم بالآخرين البعيدين ويهمل مبدعي الجنوب الذين لا يزال كثير منهم مغمورين ومجهولين.
 
وتمهيدا للحديث عن الرواية في الجنوب، التي تعدُّ جنسا سرديا نثريا خياليا طويلا وحديثا، يمكننا التذكير بالثراء السردي في الجنوب قبل عصر النهضة، ففي الأبحاث التي أنجزت في إطار الندوات والمؤتمرات العلمية وسيمينارات الدراسات العليا رصدنا ممارسة الجنوبيين لعددٍ من الأجناس السردية قبل عصر النهضة؛ منها بعض الأجناس الخيالية، كالمقامات والحكايات والحزايا والسير الشعبية. ومنها الأجناس الواقعية مثل السير الذاتية وسرود الرحلات، لاسيما الرحلات البحرية، وكذلك السرد التاريخي.
ومن المعلوم أن بعض الأجناس السردية القديمة قد تطورت وأفرزت أجناسا أخرى؛ فوفقاً لبرونتيير ظهرت الرواية على أنقاض الملحمة التي كانت جنسا سرديا طويلا يتضمن عناصر خارقة، وتعدُّ القصة القصيرة تطورا للحكاية التي كانت تحتوي هي أيضا على عناصر خارقة. ويرى جورج لوكاتش أن الرواية ظهرت لتصوّر تعقيدات المجتمع المدني في العصور الحديثة التي نمت فيها الطبقة البرجوازية والفردية، وهو ما تجسده روايات هونريه دي بلزاك وستاندال وفيكتور هوجو.
 
وفي الجنوب، لماذا وكيف ظهرت الرواية؟
يرى النقاد ومؤرخو الأدب العربي أن النهضة الأدبية بدأت في بلاد الشام ومصر في مطلع القرن التاسع عشر مع وصول الحملة الفرنسية وذهاب البعثات الدراسية إلى الغرب. لكن في الجنوب نرى أن النهضة الأدبية لم تبدأ إلا في مطلع القرن العشرين، أي بعد قرن كامل من ظهورها في مصر وذلك بفضل عاملين: -احتكاك أبناء الجنوب بثقافة الغربيين الساكنين في عدن وفي المهجر الشرقي. ويكمن العامل الثاني في اطلاع أبناء الجنوب على عدد كبير من الكتب والمجلات العربية (كالرسالة) التي كانت تتضمن نصوصا سردية حديثة من أهمها رواية (زينب) لمحمد حسين هيكل التي صدرت سنة 1912.
ومنذ مطلع القرن العشرين أصبحت عدن المدينة الأكثر تقدماً وتوهجا وإشعاعا في شبه الجزيرة العربية وكانت تحتوي على عدد من المكتبات التي توزع الكتب في مختلف مدن الجزيرة العربية. وفي حضرموت، التي تتكئ على إرث أدبي وعلمي عريق، اطلع الحضارم على ما كان يستجد في مصر وبلاد الشام وشرق آسيا.
إذن هناك في الجنوب اطلاع على روايات عربية وأجنبية، وهناك مدن جنوبية كبيرة تطورت مثل عدن وتريم والشحر، وهناك مجتمع مدني مليء بالتناقضات والصراعات المعقدة. كل ذلك دفع بعض أبناء الجنوب إلى الخروج من أسر القوالب الأدبية التقليدية وتجريب بعض الأجناس الأدبية الحديثة.  فمارسوا كتابة المسرحيات والروايات، قبل غيرهم من أبناء الجزيرة العربية.
وقد تجسدت الريادة الجنوبية في الكتابة الروائية أولا في روايتي أحمد السقاف: (فتاة قاروت) 1928 و(الصبر والثبات) 1929، ورواية (الغنّاء) لمحمد السري 1939، ورواية (سعيد) لمحمد علي لقمان 1939، ورواية (كملاديفي) للقمان أيضا سنة 1947،  ورواية (يوميات مبرشت) للطيب أرسلان سنة  1948.
**
إذن يمكن اعتبار ابن الشحر أحمد السقاف رائد الرواية في الجنوب بشكل خاص، وفي الجزيرة العربية بشكل عام. في (فتاة قاروت) التي يعرفها السقاف في الغلاف بأنها "رواية غرامية انتقادية تتضمن انتقاد بعض عادات المهاجرين الحضارم في الأرخبيل الهندي"، يقدم المؤلف، في أسلوب شيّق جملة من أفكاره وآرائه المرتبطة بعادات المهاجرين الحضارم وسلوكهم في الأرخبيل الهندي. كما سعى المؤلف إلى توظيف شخصيات روايته لعرض موقفه الرافض لاندماج المولدين الحضارم في المجتمع المحلي في جاوه، أي أن الرواية تعالج كذلك موضوع العلاقة بالآخر. ومن المؤكد أن هذه الرواية التي تركز على علاقة الحب بين البطل عبد الله ونيغ قد تأثرت بالروايات الغربية الرومانسية، وبرواية (زينب) لمحمد حسين هيكل. وفي السنة التالية (1929) نشر السقاف روايته الثانية (الصبر والثبات)، التي تتناول هي أيضا عادات المهاجرين الحضارم في جاوة.
وتعد رواية (الغناء) لمحمد السري الرواية الجنوبية الثالثة. وقد نشرت أولا في حلقات مسلسلة في مجلة (الإخاء)، التي أصدرتها جمعية الحق بتريم سنة 1938، والتي أصبح محمد السري ضمن كتابها المنتظمين وقد تضمنت مجلة (الإخاء) كثيرا من الكتابات الاجتماعية والأدبية؛ فبدءاً من العدد الأول اتبعت (الإخاء) تقليدا عرفته المجلات العربية منذ الربع الأخير من القرن التاسع عشر: نشر رواية مسلسلة في حلقات. وقد حملت الرواية عنوان (الغناء، رواية أخلاقية غرامية تحكي صورة للعادات والتقاليد الحضرمية بتريم). وفضّل مؤلفها محمد السري عدم توقيعها باسمه.
تتضمن رواية (الغناء) حبكة قصصية ترتكز على علاقة غرامية هادئة بين عبد الله بطل الرواية، وبنت خاله زينب، وذلك في مدينة تريم التي تُسمّى أيضا: الغناء. وتبدأ أحداث هذه القصة الغرامية، التي تهدف إلى تشويق القارئ وتحفيزه على متابعة المجلة، بعد عودة المهاجر الشاب عبد الله، الذي كان والده قد أخذه معه إلى جاوة، إلى تريم ليزور والدته، وتحديدا في اليوم الذي تقرر فيه والدته أن تصطحبه هو وأخته فاطمة إلى بيت خاله عمر، لتهنئته بمناسبة قدوم شهر رمضان.
ولا شك أن محمد السري قد قرأ رواية (زينب) لمحمد حسين هيكل وأعجب بها كثيراً؛ فهناك عدد من السمات المشتركة بين الروايتين. فاسم حبيبة بطل (الغناء) تحمل اسم حبيبة البطل في رواية (زينب)، واسم صديقه إبراهيم كذلك، وأهم من ذلك الاستخدام الواسع لتقنية الوصف في الروايتين، لا سيما وصف الطبيعة. فمثلما يتوسع راوي (زينب) في وصف مناظر الطبيعة في الريف المصري يكرس الراوي في (الغناء) صفحات كثيرة لمناظر الطبيعة في مدينة تريم وضواحيها. ففي الحلقتين الأولى والثانية لا نجد غير الوصف.
ومثلما قدم المؤلف المجهول لرواية (زينب) المصرية - في طبعتها الأولى عام 1914- نصه بوصفه (مناظر وأخلاق ريفية)، يقدم المؤلف المجهول لرواية (الغناء) نصه بوصفه (رواية أخلاقية غرامية تحكي صورة للعادات والتقاليد الحضرمية بتريم). لهذا لم يكرّس الراوي الجزء الأكبر من السرد لمتابعة العلاقة الغرامية بين عبد الله وزينب، بل لتقديم عددٍ من العادات الاجتماعية والتربوية والثقافية والسياسية والدينية، السائدة في مدينة الغناء تريم في مطلع القرن العشرين. (في سنة ٢٠٢٢ قام دار عناوين بالقاهرة بإعادة نشر رواية (الغناء) مع المقدمة الطويلة التي وضعتها لها).
وبالنسبة لرواية (سعيد) لمحمد علي لقمان، فكما ذكرنا أصبحت عدن منذ مطلع القرن الماضي إحدى أهم المدن في الشرق الأوسط. لهذا كان من الطبيعي أن يختارها كثير من الأدباء الجنوبيين وغيرهم، فضاءً مكانياً لنصوصهم الروائية. فمنذ نهاية ثلاثينيات القرن العشرين برزت عدن بمختلف مناطقها وضواحيها في روايات كثيرة، منها: رواية (سعيد) لمحمد علي لقمان، و(يوميات مبرشت)، للطيب أرسلان.
في سنة 1939 نشر محمد علي لقمان (سعيد)، أول رواية اختارت عدن فضاءً مكانيا لها، وعنوانها الكامل هو: (سعيد، رواية أدبية أخلاقية تاريخية وقعت أحداثها في عدن). ومن الواضح أن الهدف الرئيس الذي كان محمد علي لقمان يسعى إلى تحقيقه في هذه الرواية الرائدة يكمن في رفد القارئ بتقديم تاريخي وجغرافي لمستعمرة عدن في الثلث الأول من القرن العشرين، وتصوير المتغيرات الاقتصادية والسكانية والاجتماعية التي طرأت على المدينة خلال تلك الفترة، التي شهدت المدينة فيها ارتفاع عدد السكان الأوروبيين، لا سيما التجار، مثل انتونين بس، والذين هيمنوا على حركة التجارة وقطاع الخدمات بشكل عام، وكذلك طغيان النمط الاستهلاكي باهض التكاليف في الحياة اليومية التي باتت صعبة لمعظم السكان المحليين. وقد بلور المؤلف هدفه هذا في المقدمة التي وضعها لنص روايته بعنوان (عدن بين الأمس واليوم [1939])، وبعكس ما يمكن أن نفهمه اليوم ينظر الراوي في (سعيد) إلى الهنود المستقرين في عدن بوصفهم جزءا من سكانها: (العدنيين)، وفي نظره الأجانب هم الغربيون فقط.
ومن الروايات الرائدة التي كتبت في عدن ووظفت عدن فضاءً روائيا لأحداثها: (يوميات مبرشت)، التي أصدرها الطيب أرسلان سنة 1948، وتمت طباعتها في مطبعة صحيفة (فتاة الجزيرة) التي أنشأها الرائد محمد علي لقمان في عدن سنة 1940. وتدور أحداث هذه الرواية في مختلف أجزاء مدينة عدن: كريتر والمعلا والشيخ عثمان ودار سعد والبريقة. وبعكس رواية (سعيد) تصور (يوميات مبرشت) ما يمكن أن نسميه مجتمع القاع في عدن؛ فهناك الحمالين والسماسرة المريبين والبغى. ومع ذلك، مثل رواية (سعيد) تهدف (يوميات مبرشت) إلى تجسيد الظاهرة التي تحدث عنها محمد علي لقمان في مقدمة روايته، والتي كانت تحظى باهتمام جميع السكان العرب في عدن في النصف الأول من القرن العشرين: أي عدم حصول أبناء عدن على حقهم من الوظائف والدخل مقارنة بالأجانب الكثيرين المستقرين في عدن، والتي جعلت سكان عدن يعانون كثيرا، لاسيما خلال سنوات الحرب العالمية الثانية 1939-1945.
ويمكن أن نشير هنا إلى أن هذه الرواية (يوميات مبرشت) قد وظفت تقنية اليوميات التي نجدها في عدد كبير من الروايات العربية والأجنبية والتي لا تزال نادرة في نصوصنا الخيالية.
إذا ما استثنينا ما كتبه علي أحمد باكثير من روايات في مصر، نلاحظ، بعد ظهور هذه الست الروايات الجنوبية الرائدة، تراجعا بل غيابا للإنتاج الروائي في الجنوب، امتد طوال عقدي الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي. وبالمقابل وخلال هذين العقدين نشر  عدد من الكتاب الجنوبيين كما كبيرا من القصص القصيرة في الصحف والمجلات وفي شكل مجموعات قصصية.
والسؤال الذي ينبغي الإجابة عليه هو: لماذا بدأ الجنوبيون بكتابة الجنس السردي الخيالي الطويل، أي الرواية، وليس بالجنس السردي الخيالي القصير (القصة القصيرة)؟
ولماذا خلال خمسينيات وستينيات القرن الماضي توقفوا عن كتابة الرواية وركزوا على كتابة القصة القصيرة؟
للإجابة على هذا السؤال علينا أن نذكر أن جنس الرواية قد تأسس في الغرب في القرن السابع عشر، بينما لم تظهر القصة القصيرة إلا في منتصف القرن التاسع عشر على يدي الفرنسي موباسان والروسي تشيخوف. ويمكننا أن نرى هنا أحد أسباب ظهور الرواية، التي يستطيع السارد فيها تناول مساحات زمنية ومكانية أوسع من تلك التي يمكنه تناولها في القصة القصيرة. 
ويمكن أن نرى في الانتشار الواسع للصحف والمجلات في الجنوب خلال عقدي الخمسينيات والستينيات أحد أسباب تراجع الساردين في الجنوب عن كتابة الرواية والإقبال على كتابة القصة القصيرة؛ فتلك الصحف والمجلات لم تقم بنشر أي رواية مسلسلة، بل كانت تحرص على نشر القصص القصيرة وتشجيع كتابها بالجوائز والمكافآت المادية. هذا ما ردده عبد الله سالم باوزير وأحمد محفوظ عمر في المقابلات التي أجريت معهم.  
 
وخلال عقدي السبعينيات والثمانينيات ظهر في الجنوب عدد محدود من الروايات، أهمها (طريق الغيوم) 1977 و (عذراء الجبل) و(الإبحار على متن حسناء) لحسين سالم باصديق 1986 و(مرتفعات ردفان) لحسين صالح مسيبلي 1976 و(القرية التي تحلم) لأحمد فدعق. 
وجميع تلك الروايات تأثرت بروايات مكسيم غوركي وميخائيل شولوخوف ومذهب الاشتراكية العلمية، وغالبا ما تفتقر من تدني المستوى الفني. ومعظمها نشر من قبل وزارة الثقافة.
وشهد عقد التسعينيات صدور عدد لابأس به من الروايات في الجنوب منها: رواية (الصمصام) التي يقول مؤلفها صالح باعامر إنه كتبها في الثمانينيات، وإنها الرواية الأولى من ثلاثية البحر. وقد نشر صالح باعامر  روايته الثانية (المكلا) سنة 2004 روايات والثالثة (إنه البحر) سنة ٢٠١٣ .
ونشر الكاتب المسرحي الجنوبي سعيد عولقي روايته الوحيدة (السمار الثلاثة) سنة 1993،
ومع مطلع الألفية الثالثة ارتفعت وتيرة كتابة الرواية في الجنوب. ففي العقد الأول منها ظهرت نصوص روائية لكل من حسين السقاف وهند هيثم وحبيب سروري، ومعظمهم مارس كتابة رواية الحرب والإرهاب (هند هيثم حرب الخشب 2003 الأنس والوحشة 2006) وحبيب سروري كتب روايته الأولى باللغة الفرنسية (الملكة المغدورة).
وفي سنة ٢٠٠٨ نشر ياسر عبد الباقي روايته الأولى  (زاهافار) وفي سنة ٢٠١٤ روايته الثانية (تراوديل)، وقد تميزت الروايتان بشيء من الجرأة في تناول بعض الظواهر الاجتماعية. وهي ظاهرة نجدها كذلك في روايتي الكاتبة الجنوبية إيمان مصعبين: (رجل واحد لن يكفي) و(إليك قلبي).
وخلال العقد الماضي كتب محمد العودي عددا كبيرا من الروايات التي يتناول فيها موضوعات متنوعة، وتبرز فيها بعض عناصر الواقعية السحرية. ونشر سالم بن سليم روايته (النوافذ الصفراء)، ونشر خالد لحمدي روايتيه (صمت الأشرعة) والعنين).
كما ظهرت خلال العقد الماضي روايات لعمار باطويل (سالمين) وسالم العبد (هذيان المرافئ البعيد) وسمير محمد (مكا سيتي)، وتناولت تلك الروايات ظواهر عدة كالهجرة والعلاقة بالآخر.
وشهدت السنوات القليلة الماضية روايات جنوبية تتناول الحرب منها رواية (عقرون) لعمار باطويل ورواية خالد باعزب (عدن ٢١١٦)، ورواية نهى ناصر (الدينا)، و(تحت الرماد) وهي رواية متميزة لم تطبع بعد وتتناول الحروب المستمرة ضد الجنوب، ونوصي بالإسراع في طباعتها ونشرها. وفي السنوات القليلة الماضية ظهرت كذلك روايات بوليسية لكل من سارة عادل وذو يزن الشرجبي. وتجدر الإشارة إلى أن روايات ذي يرزن البوليسية تحتفي بشكل كبير بمدينة عدن وتقدم لنا ما طرأ على معالمها وشوارعها من تغيير خلال العقدين الماضيين. وفي السنوات الماضية نشر الأديب عمر خريص أربع روايات تاريخية مهمة تتناول الأحداث التي شهدتها مدينة الشحر خلال القرون الخمسة الماضية.
ومن بين نصوص الأديبة التي ظهرت مؤخرا رواية (ما وراء النفق)، لعيشة صالح، وهي رواية لليافعين تذكرنا بالنص الذي نشره عبد المجيد القاضي في السبعينيات بعنوان (جزيرة الذهب)، ورواية (جزيرة الكنز) لروبيرت ستيفنسون. 
وأؤكد أن هناك عددا كبيرا من الروايات التي كتبت في الجنوب ولم أتمكن من ذكرها هنا. وأرى أن علينا جميعا أن نبادر في وضع قائمة شاملة لجميع تلك الروايات.