«إرهاب الحوثي» يطارد مشايخ اليمن.. تصفية زعيم قبلي بعمران
(الأول) متابعات:
دأبت مليشيات الحوثي على مطاردة مشايخ اليمن وتصفية قادة المجتمع المحليين الذين اختارهم الناس في عقد اجتماعي لحل خلافاتهم.
وخلافا لسياسة أخذ أقارب المشايخ كرهائن وإثارة الثأر، عمدت مليشيات الحوثي إلى الاغتيالات والتصفيات المنهجية كان آخرها تصفية أحد زعماء قبائل بكيل في محافظة عمران شمالي اليمن.
وبحسب مصادر قبلية وإعلامية، لـ"العين الإخبارية"، فإن مليشيات الحوثي أطلقت حملة أمنية على مديرية حرف سفيان شمالي محافظة عمران لمطاردة أحد زعماء قبائل سفيان، التي تضم بطونا عدة من قبائل بكيل.
وقالت المصادر إن الحملة الأمنية، التي كان يقودها القيادي الحوثي أبومصطفى محمد شريان، أقدمت على تصفية الشيخ محسن حسن ناجي الثمثمي بالرصاص، وقد أصيب نجله يحيى (12 عاماً) ونجل شقيقه برصاص الحملة.
وبررت مليشيات الحوثي تصفية الزعيم القبلي الثمثمي بزعم أنه كان "مطلوبا لجهاتها الأمنية"، إلا أن المصادر أكدت أن عناصر المليشيات باشرت بإطلاق الرصاص فور خروج الرجل وأفراد من عائلته للحديث مع قادة الحملة الحوثية.
وأشارت المصادر إلى أن المصابين لا يزالان في العناية المركزة إثر جراحهما الخطرة.
وكانت قبائل سفيان رفضت في اجتماع، أمس الجمعة، دفن جثمان الشيخ الثمثمي حتى يتم محاسبة القتلة وتقديمهم للعدالة، متعهدين بالثأر له.
ويعطي شبح الاغتيالات والتصفيات في مناطق مليشيات الحوثي دلالات واضحة ورسائل صريحة عن صراعات داخلية حوثية وتصفيات ممنهجة لخصوم المليشيات، بمن فيهم القضاة والمشايخ والضباط.
ففي 26 أكتوبر/تشرين الأول الماضي حاول مسلحون حوثيون اغتيال خالد الأثوري رئيس المحكمة التجارية الخاضعة لسيطرة الجماعة، ضمن رسائل وصراعات بين أجنحتها.
وفي مايو/أيار الماضي، قامت مليشيات الحوثي بتصفية الضابط البارز في الجيش اليمني سابقا العميد خالد حسن الحيدري، وذلك ضمن موجة اغتيالات وتصفيات تستهدف المناهضين للمليشيات.
وفي الشهر نفسه، قالت مصادر محلية وإعلامية لـ"العين الإخبارية"، إن مسلحين حوثيين اعترضوا طريق الشيخ حسين علي حاتم حزام لدى خروجه من أحد المساجد عائدا إلى منزله في حي "حزيز" بصنعاء، وأطلقوا عليه وابلا من النيران قبل أن يسقط مضرجا بالدماء.
وفي يناير/كانون الثاني 2023، اغتال مسلحون تحت أنظار عناصر مليشيات الحوثي الشيخ القبلي البارز ناصر عبدالله طماح الكميم، لدى خروجه من إحدى المحاكم الحوثية في صنعاء قبل أن يلوذوا بالفرار أيضا.
وفي أكتوبر/تشرين الأول 2022، اغتالت مليشيات الحوثي الدبلوماسي اليمني البارز درهم نعمان، وذلك لدى خروجه من منزله في العاصمة المختطفة.
وسبق اغتيال نعمان تصفية مليشيات الحوثي البرلماني والقيادي السياسي محمد عبدالله الكبسي أمام منزله في حي "الحصبة" في قلب صنعاء في سبتمبر/أيلول 2022.
وفي ذات الشهر، طالت عملية اغتيال مماثلة عضو المحكمة العليا القاضي محمد حمران، الذي تعرض لحملة تشهير وتحريض ممنهج قبل أن يتم اختطافه وتصفيته بالرصاص جنوب العاصمة.
وصفت مليشيات الحوثي 24 زعيما قبليا خلال الفترة الممتدة من يناير/كانون الثاني 2019 وحتى فبراير/شباط 2021، وتركزت معظمها في 6 محافظات شمالي اليمن، والتي تستوطنها قبليتا "حاشد" و"بكيل" كبرى قبائل البلاد.
ووفقا لزعماء قبليين، لـ"العين الإخبارية"، فإن تصفية مليشيات الحوثي المشايخ المنخرطين بصفوفها يستهدف تغير البنية الاجتماعية للقبائل وسياسة إرهاب بقية زعماء القبائل من ذات المصير، حال رفضوا واقع الذل والعبودية.
ويسابق الحوثيون الزمن لاستغلال تهدئة السلام الهش في تصفية منافسيهم وخصومهم في المناطق الخاضعة لسيطرتهم، حيث نفذت المليشيات في الآونة الأخيرة اختطافات وتصفية لقيادات مجتمعية وقبلية وقضائية وسياسية وعسكرية.
ويرى مراقبون أن عمليات الاغتيالات في مناطق الانقلاب تعد أحد مظاهر حرب التصفيات التي تنتهجها مليشيات الحوثي، لنشر القتل اليومي في ظل حملات الاعتقالات والاقتحامات التي تطال قرى صنعاء وذمار والبيضاء والمحافظات الخاضعة لسيطرة الانقلابيين.