جبايات محافظة مُنهارة

في محافظة أبين، تتدفق أموال طائلة كجبايات شهرية على الخط الدولي لكنها لا تجد طريقها إلى تحسين حياة المواطنين أو تطوير البنية التحتية بل تذهب مباشرة إلى جيوب قيادات عسكرية وأمنية، الغالبية من أبناء المحافظة على علم بهذا الواقع المؤسف إلا أن الخوف يُكبل الألسنة ويمنع الإفصاح عن هذه الحقائق للملأ ليظل مصير تلك الأموال مجهولًا ويزيد وضع المحافظة سوءًا وتعقيدًا.

مررتُ على الطريق المؤدي إلى عاصمة المحافظة «زنجبار» فلم يعد الطريق سوى أثر بعد عين، فقد تحول إلى طريق رملي مهجور يفتقر إلى الأسفلت ويعج بالحوادث، وعلى جانبيه تترصد ألغام مُتبقية من مخلفات الحرب التي زرعتها مليـ شيات الحو ثي.

عند دخول زنجبار، استقبلتنا مشاهد الخراب: مبانٍ مدمرة، طرقات منهارة، ووجوه يكسوها البؤس والمعاناة، مدينة لم يبقَ منها سوى اسمها للأسف الشديد، أبناؤها بات جميعهم عسكريون مثل غيرهم في بقية المناطق الأخرى بالمحافظة، أُغلقت جميع الأبواب في وجوههم بشكل مُمنهج، ولم يبقَ مفتوحًا أمامهم سوى باب السلك العسكري بعد أن طغت الوساطات والمحسوبية على الأبواب الأخرى.

على طول الطريق الدولي، وأنا من شاهدتهم بعيني، يقف جنود تابعون لقادة عسكريين يرتدون أقنعة زائفة يدّعون خدمة المدينة وتأمين الطريق ولكن الحقيقة واضحة للجميع: مليارات تُنهب بحجة تحسين المدينة، بينما لم يتحسن سوى أرصدتهم المتضخمة، وكروشهم المنتفخة، ووضعهم المادي الذي تغيّر بشكل غير متوقع، ووضع المحافظة إلى ماهو أسوأ.

الله المستعان على كل من صمت