أبين.. وطاقاتها الشبابية المهدرة!
مشكلتنا في أبين أننا كشباب نعاني من التهميش وعدم الاهتمام من الجهات المعنية.
شباب يمتلكون طاقات وقدرات إنتاجية وإبداعية كبيرة جدًا، لكنها للأسف تصطدم بواقع بائس ومرير جعلها تتقوقع وتنطوي على ذاتها. وقلة قليلة فقط استطاعت تجاوز المحيط، وغادرت المحافظة لتبدع.
وهذا هو عيب محافظتنا الموقرة التي تزخر بالأفذاذ والأبطال والرجال؛ إذ كيف يمكن لها أن تتعامل مع طاقاتها الإبداعية بمثل هذا الإهمال واللامبالاة؟ هذا التجاهل يصيب غالبية الشباب بالإحباط واليأس.
لدينا طاقات وإمكانيات قادرة على صنع المستحيل، وتشكيل علامة فارقة في هذا الواقع البائس والمؤلم. لكنها بحاجة إلى من يهتم بها، يساندها، ويدعمها؛ حتى تعود بالنفع على محافظتها. لكن للأسف، اكتفى مسؤولونا الكرام بالصمت، واعتبروا هؤلاء الشباب زوبعة في فنجان ستأخذ وقتها ثم تنتهي، دون إدراك أن هذا الإهمال هو تدمير ممنهج للشباب ولطاقاتهم الإبداعية والإنتاجية.
في ساحات أبين اليوم، برزت أسماء تركت بصمات كبيرة، صنعت لها موطئ قدم بجهد ذاتي، دون أن يلتفت إليها أحد. هؤلاء الأفراد استطاعوا تجاوز واقع المحافظة السقيم، رغم اكتظاظها بكمّ هائل من القيادات والرموز التي لا يُستهان بها، لكنهم للأسف غثاء كغثاء السيل.
بصمت، نتابع واقع المحافظة وشبابها المبدع، وفي المقابل نراقب الصمت المريب والمخزي من الجهات ذات العلاقة. هذا الصمت يكشف عن سوء إدارة، وهمجية، ولامبالاة من المسؤولين، الذين لا يهمهم سوى أنفسهم وكروشهم المتدلية.
هناك قلة قليلة من رموز أبين، سواء في السلطة أو خارجها، تستحق فعلًا لقب "رجال المرحلة"، فهم قناديل أبين المضيئة التي كانت على قدر المسؤولية. أما البقية، فليسوا أكثر من أرجوز ات يتسمون بالبهرجة والظهور العقيم الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.
لو كانت هذه القامات والهامات الشابة في محافظة أخرى، لوجدت من يهتم بها ويدعمها لتستمر في الإنتاج والتطور وخدمة مجتمعها. أما في أبين، فالأبواب مغلقة أمام أبنائها، والطريق مسدودٌ، مسدودٌ، مسدود...
رُفعت الجلسة.