(صفعة) باكريت !

لا أجيد التطبيل ونفخ المزامير، ولم أحمل يوما المباخر، نفاقا، ورياء، طوال ممارستي العمل الصحفي منذ ما يقارب الثلاثة عقود، ولو فعلت ذلك، لكنت من المحظوظين بمنصب ومال، ومكانة رفيعة، ستظل في نفسي زائفة!.
وعندما أتى وفد المجلس الانتقالي الجنوبي إلى شبوة، لاستعراض عضلات (التوعية السياسية) استهجنت الأمر، وضحكت، واعتبرته (لعب عيال) في محراب سياسة جنوبية فاشلة، تصدمك عقليات من يقودها ويخطط لكتابة نهايتها..!
ربما لكل ضارة نافعة، وهذه النافعة انبثقت بشموخ بوجود الشيخ راجح باكريت، الذي نزع عنه رداء الوعود البراقة، والشعارات المخملية، وأقترب من الناس وهمومها أكثر، بعكس الذين اتخذوا شعارات هلامية، لاشباع الجائعين، وهم في قصورهم ومددهم يتمدد نحو الثراء على حساب شعبهم، هم يزدادون ثراء، والشعب يموت جوعا، وقضيتهم العادلة يتلاشى شعاعها..!
راجح، كان راجحا بقربه من الناس، وتلمس الهموم والمشاكل والمصاعب، وما أكثرها على امتداد الوطن، وليس في مدن وقرى شبوة وحدها.
لم تكن دموع (محمد دحيلة)، وهو يشكر الشيخ راجح، لموقفه الإنساني مع جمعية المعاقين في المحافظة، تعبيرا عن امتنان وعرفان بطريقة مختلفة، انما كانت رسالة (إدانة) لقيادات كثيرة من شبوة، وزراء، قادة، مسؤولين، رجال مال وأعمال، لم يقدموا لها شيئا سوى وعود براقة (في الجو)، وأرصدة ومزايا شخصية، وكأنهم يغردون خارج سرب محافظتهم الأم، ومن أوصلتهم لتلك المناصب والمكاسب..!.
ما أجمل الاقتراب من الناس، وتقديم أوجه الدعم قدر المستطاع، هي علامة النجاح في الحياة، ورسالة الإنسانية الحقة، فالناس للناس.
الشيخ راجح باكريت، بزياراته المتعددة لمديريات محافظة شبوة التي لم تحظى بزيارات مماثلة لكبار قومنا، وجه (صفعات) متعددة لجهات ومؤسسات كثيرة، لعلها ذات جدوى، وتصحى من نومها وتخاذلها..!.