صدام الكاريزما.. تحليل لغة الجسد في (المعركة الإعلامية) بين ترامب وزيلينسكي

(الأول) وكالات:
في لقاء تلفزيوني لافت، حلّل الخبير في لغة الجسد، باول بوروس، المواجهة بين الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، واصفًا إياها بأنها "معركة تلفزيونية بين نجمين محترفين في الأداء الإعلامي".
انعكاس متبادل.. لعبة المرايا في التواصل
لاحظ بوروس أن الزعيمين تبنّيا وضعية جسدية متشابهة، حيث تشابكت أيديهما بنفس الطريقة فيما يُعرف بأسلوب "المرآة"، وهي تقنية لا واعية تشير إلى وجود انسجام أو محاكاة بين الطرفين، قد تكون تلقائية أو متعمدة لتعزيز الألفة.
حركة القوة.. كيف حاول زيلينسكي موازنة الكفة؟
أشار بوروس إلى أن زيلينسكي ربما استخدم هذا الأسلوب كحركة قوة لمجاراة ترامب، بهدف تجنب الظهور بموقف الطرف الأضعف. هذه الاستراتيجية قد تكون انعكاسًا لرغبته في فرض وجوده أمام شخصية ترامب القوية إعلاميًا.
استراتيجية الصوت.. عندما تفرض السيطرة بالكلمات
أكد الخبير أن ترامب اعتمد على أسلوبه المعتاد برفع نبرة صوته، مصحوبًا بإيماءات ضخمة ولغة جسد مسيطرة، مما عزز من حضوره القوي في الحوار. هذه الطريقة تُستخدم عادةً لإثبات النفوذ وإبراز الهيمنة في المواجهات السياسية.
حماس زيلينسكي.. مقاومة الهيمنة بأسلوب مختلف
على الجانب الآخر، أظهر زيلينسكي حماسة ملحوظة، حيث استخدم يديه بكثافة وانحنى للأمام في محاولة واضحة لمنع ترامب من السيطرة على المشهد. هذه التكتيكات عكست جهده للحفاظ على مساحته في الحوار رغم الأسلوب الطاغي لترامب.
تجنب الاتصال البصري.. خدعة نفسية أم توتر خفي؟
لفت بوروس إلى أن الزعيمين تعمّدا تجنب التحديق المباشر في أعين بعضهما البعض، وهي استراتيجية نفسية تُستخدم في المواجهات الحادة للحفاظ على السيطرة العاطفية وتجنب منح الطرف الآخر أي تفوق نفسي.
معركة دون فائز.. من خرج أقوى من المواجهة؟
اختتم بوروس تحليله بأن المواجهة لم تسفر عن "فائز" واضح، إذ نجح زيلينسكي في الصمود أمام أسلوب ترامب الصاخب، مما منحه قوة في المشهد، لكنه لم يتمكن من فرض سيطرته بالكامل. في النهاية، كانت المواجهة أشبه بمعركة كاريزما أكثر من كونها صراعًا سياسيًا.