بعد كلمة له.. ما حقيقة تنصيب عبدالملك الحوثي حلفًا لحسن نصر الله  قائدًا للمحور الإيراني

بعد كلمة له.. ما حقيقة تنصيب عبدالملك الحوثي حلفًا لحسن نصر الله  قائدًا للمحور الإيراني

(الأول) غرفة الأخبار:

ألقى زعيم جماعة الحوثي، عبد الملك الحوثي، مساء اليوم الأحد، كلمة تناول فيها الأوضاع في سوريا، حيث وجّه انتقادات لاذعة للقوات الحكومية السورية، واصفًا إياها بـ"الجماعات التكفيرية"، على خلفية العمليات العسكرية التي قامت بها في الساحل السوري ضد المسلحين الموالين لنظام بشار الأسد المدعوم من إيران.
وقال الحوثي في كلمته، متشبهًا بحسن نصر الله، إن "ما ترتكبه الجماعات التكفيرية في سوريا من إجرام يجب أن يُدان، وعلى الجميع السعي لوقف هذه الجرائم"، معتبرًا أن "ما يجري في سوريا يكشف إصرار هذه الجماعات على الاستمرار في المسلك الإجرامي الوحشي بقتل الأبرياء".
وأضاف أن هذه القوات "تقدم خدمة كبيرة للعدو الإسرائيلي والأمريكي بتمزيق النسيج الاجتماعي السوري"، مشيرًا إلى أن "ما يسعى له الأمريكي والإسرائيلي هو تقديم نفسيهما كمنقذين وحماة للشعب السوري". على حد زعمه.

محللون: تنصيب الحوثي لقيادة المحور بعد نصر الله
أثارت تصريحات الحوثي تفاعلاً، حيث رأى محللون، أنها تمثل أول تدشين رسمي لتصدره المشهد التعبوي في المحور الموالي لإيران، خلفًا لحسن نصر الله، زعيم ميليشيا حزب الله اللبناني، الذي كان المتحدث الأبرز بشأن قضايا المنطقة.
وقال مراقبون إن إيران تسعى لإعداد الحوثي ليكون القائد الجديد للمحور الشيعي في المنطقة، عقب اغتيال حسن نصر الله، وسقوط الحزب بلبنان.
وكانت حالة من الابتهاج سادت بين قيادات وناشطي الجماعة الحوثية على مواقع التواصل الاجتماعي عقب اندلاع التمرد المسلح في الساحل السوري، حيث نفذته عناصر موالية لنظام الأسد ضد القوات الحكومية السورية.
واعتبرت الجماعة الحوثية أن هذا التحرك مؤشر على "بداية سقوط الدولة السورية الجديدة"، واحتفت بهذه التطورات عبر منشورات حملت تكبيرات وهتافات ابتهاجًا.
إلا أن هذه الفرحة لم تدم طويلاً، إذ انتهت محاولات التمرد بالفشل بعد تدخل قوات الدولة السورية، مدعومة بانتفاضة شعبية واسعة، ما أدى إلى تغير نبرة الحوثيين من الاحتفاء إلى خيبة الأمل والنواح الذي لم يتوقف حتى اللحظة، معبرين عن استيائهم من هزيمة العناصر المتمردة.

هل يسعى الحوثي لزعامة المحور الإقليمي؟
يرى مراقبون أن خطاب الحوثي يأتي في سياق التوظيف السياسي للأحداث في سوريا، حيث يحاول تثبيت دوره كزعيم إقليمي داخل المحور الموالي لإيران.
وكان الحوثي أطلق تهديدات جديدة، متوهمًا أنه قادر على إرباك المشهد الإقليمي من خلال إعلان نيته استئناف العمليات العسكرية ضد السفن في البحر الأحمر.
وأمهل الحوثي الكيان الإسرائيلي أربعة أيام، لإدخال المساعدات إلى غزة، وإلا فسيواصل استهداف السفن التي يزعم أنها مرتبطة بإسرائيل.
ويرى الكاتب الصحفي هزاع البيل أن الحوثي لا يتجاوز كونه "أداة إيرانية" تتحرك وفقًا لأوامر طهران، مؤكدًا أن هذه التهديدات ليست سوى محاولة لصناعة مجد زائف، بعدما أصبحت إيران تبحث عن بديل لحليفها المتهاوي في لبنان، حسن نصر الله.
وجاءت تصريحات الحوثي، عقب إدراج الولايات المتحدة جماعة الحوثي ضمن قائمة المنظمات الإرهابية، مما يضع الحوثيين أمام عزلة دولية متزايدة. كما يتزامن مع مفاوضات تقودها مصر وقطر والولايات المتحدة لوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، وهو ما يحاول الحوثي الإيحاء بأنه جاء نتيجة لضغوطه العسكرية، وفقا للكاتب البيل.
ووفقًا للكاتب، فإن هذه التهديدات ليست سوى ورقة ضغط إيرانية جديدة تهدف إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة، خاصة بعد تراجع نفوذ طهران في لبنان وسوريا والعراق، ومحاولتها البحث عن جبهة جديدة لتعزيز وجودها في الشرق الأوسط.