الأمثال الشعبية في الأحساء وحضرموت ٢/١
مسعود عمشوش
أولا- تعريف الأمثال الشعبية وسماتها:
الأمثال نوع من أنواع الأدب الشعبي، حاملٌ لعادات المجتمع وتجربته خلال ماضيه الطويل، وطرق تفكيره، ومزاجه العام. وهي ترتبط كثيرا بالمكان الذي تستخدم فيه، وتعكس أبرز مكونات طبيعة ذلك المكان وحياة الناس فيه، وعاداتهم. وتصاغ الأمثال الشعبية بلهجة أهل المكان الذي تستخدم فيه، وفي كثير من الأحيان الصياغة هي التي تميّز أمثال هذه المنطقة أو تلك، حتى وإن تقاربت أو تطابقت دلالاتها.
لهذا فالامثال الشعبية في الأحساء وحضرموت لا يعني اقتصار وجودها على هاتين المنطقتين، إذ أنها في الغالب متداولة في أنحاء مختلفة من شبه الجزيرة العربية والبلدان العربية الاخرى. كما أن امتدادها الزمني يتجاوز الحاضر لأن معظمها وصلنا من الماضي وله جذور في أعماق التراث الإنساني لكثير من الشعوب.
وقد أهتم الباحثون، في مختلف اللغات، بدراسة الأمثال الشعبية وجمعها وتوثيقها وتصنيفها ودراستها. وتتضمن المكتبة العربية، القديمة والحديثة، عددا كبيرا من كتب الأمثال، مثل: (مجمع الأمثال) للميداني، و(المستقصي في أمثال العرب)، للزمخشري، و(جمهرة الأمثال) لأبي هلال العسكري.
ولغةً: يرتبط تعريف المثل بمفاهيم المماثلة بين عنصرين أو المساواة والتسوية بينهما، أو تشبيه أحدهما بالآخر، وكذلك بمفاهيم المناظرة، والندية، والحذو، والحجة، والعبرة). واصطلاحا: المثل قولٌ موجزٌ حفظه العامة من الناس، ونال موافقتهم من خلال تداوله الواسع بينهم، وبواسطته يسقطون واقعا سابقا يعلمون به ويتفقون عليه، على الواقع الحاضر من خلال المماثلة أو التشبيه بين الواقعين، وعادة يتميّز المثل بشيء من الإيقاع الذي يسهِّل حفظه وتداوله.
وبما أن الأمثال جزءٌ من الأدب الشعبي، فقد دأب الدارسون على الاهتمام بهذا الجانب الشعبي والشفهي للمثل والتأكيد عليه، فحتى في كتب النقد القديم أشار النقاد واللغويون إلى ذلك؛ فإبراهيم الفارابي، مثلاً، عرّف المثل بأنه: "ما تراضاه العامة والخاصة في لفظه ومعناه، حتى ابتذلوه فيما بينهم وفاهوا به في السراء والضراء، واستدروا به الممتنع من الدر، ووصلوا به إلى المطالب القصية، وتفرجوا به عن الكرب والمكربة، وهو من أبلغ الحكمة لأن الناس لا يجتمعون على ناقص أو مقصر في الجودة أو غير مبالغ في بلوغ المدى في النفاسة".
وفي تعريف المثل، يقول السيوطي، نقلا عن المرزوقي صاحب كتاب (شرح الفصيح)، إنه: "جملة من القول مقتضبة من أصلها أو مرسلة بذاتها، فتتسم بالقبول وتشتهر بالتداول فتنتقل عما وردت فيه إلى كل ما يصح قصده بها، من غير تغيير يلحقها في لفظها وعما يوجه الظاهر إلى أشباهه من المعاني، فلذلك تضرب وإن جهلت أسبابها التي خرجت عليها".
وفي اعتقادنا أن الأمثال التي وصلت إلينا مصاغة باللغة الفصحى، قد وُضِعَت حينما كانت لهجة الحجاز، التي غدت اللغة العربية الفصحى، هي اللغة المتداولة بين الناس شفاهةً. وعليه من الصعب تصنيف الأمثال العربية اليوم إلى: أمثال شعبية وأمثال ملحونة وأمثال فصحى.
وبالنسبة لأبرز خصائص الأمثال الشعبية، يُعد ابراهيم النظّام من أوائل الذين قاموا بتلخيصها، وذلك بقوله: "يجتمع في المثل أربعة لا تجتمع في غيره من الكلام: إيجاز اللفظ وإصابة المعنى وحسن التشبيه وجودة الكناية، فهو نهاية البلاغة".
وبما أن النظّام لم يلتفت إلى الجانب الموسيقي للمثل حريٌّ بنا أن نورد هنا ما قاله كل من ابن المقفع وعبد القادر بامطرف في هذا الجانب؛ فقد أشار ابن المقفع في مطلع القرن الثاني للهجرة إلى أهمية الإيقاع في المثل قائلا: "إذا جُعِل الكلام مثلاً كان أوضح للمنطق وآنق للسمع وأوسع لشعوب الحديث".
أما المؤرخ المرحوم عبد القادر بامطرف فقد عبّر عن الجانب الموسيقي للمثل "بسهولة اللفظ"، وذلك في دراسة له عن (الأمثال الشعبية في حضرموت)، نشرها سنة 1981: "المثل هو القول المتداول بين عامة الناس، ولا بد من اجتماع صفات خمس في القول ليصبح مثلا كامل البنيان، وتلك الصفات: سهولة اللفظ، والإيجاز، وحسن التشبيه، وجودة الكناية، وإصابة الهدف. فإذا اجتمعت هذه الصفات الخمس في قول من الأقوال صار مثلا متداولا بين الناس لأنه يكون هنا قد اشتمل على أهم مقومات القول البليغ".
ومن اللافت أن معظم المصنفات الحديثة الخاصة بالأمثال تمزج الأمثال بأشكال تعبيرية أخرى تشترك مع المثل في كونها جملا بليغة وقصيرة خالية من الحشو، لكنها لا تدخل ضمن الأدب الشعبي: كالقول المأثور والحكمة، فالأستاذ حسن بن طالب، مثلا، يضع ضمن (4000 مثل من حضرموت): (العرق دساس ص256)، و(عقلها وتوكل ص260).
أما المتخصصون في دراسة الأمثال فيحرصون عادة على التمييز بين تلك الأشكال التعبيرية القصيرة البليغة وبين الأمثال، ويرون أن المثل يرتبط في أصله بمناسبة ما أو حدث (قصة) ما قيل فيه، ثم أصبح يتمثل به للتعبير عن كل حال تشبه الحادثة الأصل، أما الحكمة فهي ثمرة خبرة ورؤية علمية ثاقبة بالحياة وتهدف إلى النصح والإرشاد والتدليل على صحة الفكرة والانتفاع بها، لكنها –بعكس المثل- تفتقر إلى الارتباط بقصة الأصل.
ثانيا- الأمثال في الأحساء:
في الأحساء كثيرة هي الكتب والدراسات التي كـُرِّست للأمثال. تأتي في المقدمة الجهود الجبارة التي بذلها المهندس عبد الله الشايب، الذي كرس حياته للاهتمام بالتراث المادي واللامادي، العمراني والثقافي، وذلك على مستوى المملكة العربية السعودية بشكل عام، وفي محافظة الأحساء بشكل خاص. وقد تبنى الشايب الاهتمام بتراث الإحساء منذ سنوات إعداده لرسالة للماجستير سنة ١٩٩٠، حول البناية الطينية وتأصيل العمارة الحديثة باستخدام المـواد المستحدثة واستخدام المواد المحلية التقليدية. واهتم الشايب كذلك بتوثيق التراث الثقافي الشفوي في الأحساء، وبشكل خاص الأمثال الشعبية. وقد تحدث عن منجزاته قائلًا: "لعل من منجزاتي الجميلة أنني أحد رواد التراث العمراني في المملكة؛ وقد علمت هيئة السياحة وثقت ذلك. وهو جهد بدأ قبل أربعة عقود، سواء في بحثي الجامعي أو منافحاتي من خلال الكتابة والتوثيق والمطالبات. وأعتز أني كنت وراء المحافظة على المدرسة الأميرية. وكنت رئيس فريق دراسة خيارات إعادة إعمار سوق القيصرية بالهفوف. وكان لي في التوثيق الشفوي لتراث الأحساء باب واسع، منه إصدار قاموس الأمثال والكلمات السائرة في الأحساء. وأعتز أنني أول من طرح إمكانيات الأحساء الترفيهية على المستوى الإقليمي، في دراستي (الماجستير عام ١٩٩٠). وكان إنشائي لمركز النخلة للصناعات الحرفية للتدريب أثره البالغ ليس في الأحساء فقط بل على مستوى المملكة. لكنه في الأحساء تجسد في إعلان اليونسكو إدراج الأحساء ضمن المدن الإبداعية في الحرف والفلكلور".
ولعبد الله الشايب عدد من الكتب والأبحاث. الذي يهمنا منها هنا: (قاموس الأمثال الشعبية والكلمات السائرة في الأحساء)، الذي يقول مؤلفه الشايب في المقدمة: "كان للثراء السردي اللغوي عند أهل الأحساء والتشابك التاريخي بين البيئة والإنسان دور في تراكم الخبرة عبر التجربة، لتأتي على شكل عبارات قصيرة لها دلالاتها وحكمتها. وكانت هذه ريادة في حينها في جمع الموروث الشفوي الذي وفقني الله على مدى أربعة عقود، وبالخصوص في موضوعه، والقاموس سـردي الترتيب مع التعليقات والشروحات والاستدلالات، وجاء مرتبا على حروف الأبجدية ليسهل الوصول للمبتغى عند البحث". وفي الطبعة الثانية يتكون القاموس من ثمانية مجلدات حسب الحروف الأبجدية (أ-ي)، مع شرح كل مثل. والمجلد الأول يتضمن مقدمة عن مفهوم المثل الشعبي ومقابلة مع المؤلف، ودراسة عن اللهجات الأحسائية.
ومقارنة بالأحسائيين الآخرين الذين تناولوا الأمثال في الأحساء يتميّز الشايب باهتمامه بالأمثال المرتبطة بالنخلة، التي سوف نتناولها في الجزء الثالث من هذه الدراسة.
وفي سنة ٢٠٠٢ نشرت الدار الوطنية الجديدة بالخبر كتابا للقانوني الشاعر إبراهيم بن عبد المحسن بن عبد الله العبد القادر (1924 - 28 يناير 2012)، الذي ولد ومات في المبرز بالأحساء، وذلك بعنوان: (مختارات من الأمثال الشعبية في الأحساء). ويضم هذا الكتاب، الذي يقع في ٢٦٠ صفحة، ٩٥٢ من أمثال الأحساء، يؤكد المؤلف أنه جمعها من ألسنة سكان الأحساء مباشرة، وكتب في المقدمة: "كانت فكرة جمع الأمثال الشعبية تراودني منذ زمن بعيد ولكن أعمال الوظيفة حالت دون المضي في جمعها. وبعد التقاعد شرعت في جمعها، ورأيت ألا أجمعها من الكتب المؤلفة فيها ولا أستمع ممن قرأ تلك الكتب، ولا اقتني تلك الكتب في مكتبتي حرصاً مني في الوصول إلى أمثال لم تنشر. واتجهت في هذا السبيل إلى كبار السن من رجال ونساء ممن أعرف فيهم حب الماضي وحكايات من مضي، فأخرجت مجموعة كبيرة اخترت منها الأمثال التي تصور أحاسيس النفس في مشاكلها وفي غضبها ورضاها وحزنها وفرحها. وسميتها (المختار من الأمثال الشعبية في الأحساء)، ذلك أن الأحساء في حدودها الجغرافية والتاريخية أعم وأشمل من حدودها الإدارية".
إضافة إلى حرصه على جمع الأمثال من عامة الناس، يتميّز العبد القادر بطريقة شرحه للأمثال، وهي طريقة فريدة تأخذ صبغة أدبية تأصيلية، تسعى إلى ربط المثل بقصة نشأته متكئة في ذلك بكثير من الأبيات الشعرية والشروخات اللغوية. مثلا عندما يشرح هذا المثل رقم ١٦٤ "ايش علم الحمار يأكل الكنار" يقول: الكنار ثمر السدر والتسمية فارسية وعربيها النبق. قال عنه ابن منظور في كتابه لسان العرب: واجود نبق يعلم بأرض العرب نبق هجر في بقعة واحدة يسمى للسلطان هو أشد نبق يعلم حلاوة وأطيبه رائحة يفوح فم آكله وثياب لابسه كما يفوح العطر. وما ذكر ابن منظور فهو مشهور معروف بالأحساء. وشجرته متميزة بقلة الشوك.. وهذا المثل من الامثال الساخرة يضرب لمن يقل فهمه عن القيام بعمل يناط به".
وهذه قائمة ببعض الأمثال التي أوردها العبد القادر في كتابه مع ما رأينا أنه يقابلها أو يقترب منها من الأمثال الحضرمية:
٣٤ إذا طاح الجمل كثرت سكاكينه. ومن الواضح أن هذه الصياغة الأحسائية قد وطنت المثل بوضع الفعل العامي (طاح) في مكان الفعل سقط، الذي يستخدم في الصياغة الحضرمية.
٤٤ إذا جيت رايح لا تسوي الفضايح. وهذه الصياغة الأحسائية للمثل قلبت الدلالة التي وردت في الصياغة الحضرمية التي تقول: يا رايح كثّر من الفضائح.
٤٦ آخر الدواء الكي. وفي حضرموت يقولون آخر العلاج الكي.
٦٠ إذا صار رفيجك حلو لا تأكله كله. ومن اللافت في هذه الصياغة الأحسائية بروز الجيم في مكان القاف. وفي حضرموت هناك مثل يشبه هذا المثل الأحسائي، يقول: إذا صاحبك عسل خل منه وسل.
٧٧ احفظ دارك ولا تتهم جارك. و في حضرموت يقولون: قفل دارك ولا تتهم جارك.
٨٠ اعقلها واتكل. وفي حضرموت يقولون: اعقلها وتوكل.
٨٩ إذا حصل الماء بطل العافور. وفي حضرموت يقولون: إذا حصل الماء بطل التيمم.
١١٧ إذا شفت الشر قايم اقعد.
٩٢٦ يطلب حليب من تيس.
٩٢٣ يا مدور جراد في سلم.
٩١٥ يزول جبل ولا يزول طبع. والحضارم يستخدمون: بو طبيع ما يغير طبعه، وهي صياغة موجودة أيضا في الأحساء.
٩٠٩ يا غريب كن أديب. وفي حضرموت يقولون: يا غريب قع أديب.
٩٠٢ يالله بالشيب قبل العيب.. وفي حضرموت يقولون: الشيب ولا العيب.
٨٩٧ وين أذنك يا حبشي قال هذه. والمثل الذي يرتبط بحركة فعلية لليد التي تؤشر على الأذن بعد إحاطتها بالرأس من الخلف، يقال في حضرموت بالصياغة نفسها.
٨٩٦ ولد بطني يعرف رطيني، وفي حضرموت يحذف الياء من رطيني.
٨٩٥ وجع ساعة ولا وجع ساعتين. وفي حضرموت يقولون: وجع ساعة ولا كل ساعة.
٨٩٤ وجه با تصابحه لا تقابحه.
٨٨٩ وجه تعرفه ولا وجه تنكره، وفي حضرموت يقولون: جني تعرفه أحسن من أنسي ما تعرفه.
٨٥٨ النخلة العوجا حتيتها عند غير أهلها، لم اسمع بهذا المثل المهم في حضرموت.
٨٢٨ من شق جيب الناس شقوا وزاره. وفي حضرموت يقولون: من دحق فراش الناس دحقوا فراشه.
٨٢٢ من طول الغيبات جاب الغنايم.
٨١١ من صبر على أذى جاره ورثه الله داره.
٨٠٤ من خاف سلم.
٧٨٦ من فوق الله الله ومن تحت يعلم الله
٧٨٠ ما دمت في دارهم دارهم.
٧٧٧ من جالس عانس،
٧٦٥ مداح نفسه يبغى رفسه. ومن الواضح أن هذه الصياغة الأحسائية قد حورت المثل (مداح نفسه كذاب) كما يستخدمه الحضارم، وذلك بقصد إضافة الإيقاع الموسيقي.
٧٥٢ من عنا إلينا وجب حقه علينا.
٨٤٩ ما يجور إلا على أمنا. وفي حضرموت يقولون: بدر ما يقدر إلا على خالاته.
٧٤٧ من تدخل فيما لا يعنيه يسمع ما لا يرضيه.
٧٣٩ من حفر لأخيه حفرة طاح فيها. وفي حضرموت يستخدمون وقع في مكان طاح.
٧٣٢ من دين وتدين للعيارة تبين.
٧٢٣ لا تبيع برخيص قال لا توصي حريص.
٧٢٥ لا يغني حذر من قدر.
٦٩١ اللي ما يسوي شر ما يجيه الشر.
٦٨٨ الله يكفيك شر من أحسنت إليه.
٦٧٧ اللي ما يغبر شاربه ما يدسمه.
٦٦٥ لولا الحسد ما مات أحد.
٦٦٣ اللي ما يستحي يعمل مايشتهي. في حضرموت يقولون: لي ما يستحي يعمل لي يشتهي.
٦٦٠ اللي ما هو بلدك لا لك ولا لولدك. وفي حضرموت يقولون مال ما هو في بلدك لا لك ولا لولدك.
٦٥٩ اللي ما ياكل كلوا له.
٦٤٢ اللي ما يعرفك ما يثمنك. وفي حضرموت يقولون: ما يعرف قدرك إلا لي يعرفك.
كما ألف المؤرخ الشاعر المرحوم محمد بن حسين الرمضان، المولود في مدينة الهفوف سنة ١٣٥٩ هجرية،كتابا يضم (أمثال وأقوال من عامية الأحساء). وأصدر الأكاديمي الدكتور فهد بن حمد المغلوث، كتابا بعنوان (الأمثال الشعبية في الأحساء"، ١٤١٩هجرية. ضمنه مثلا مهما يبيّن أهمية التمر الغذائية والصحية في حياة الأحسائيين إذ يقول "التمر مسامير الركب". ويقابله مثل يردد في غرب حضرموت وأبين يقول: "بور الصبح مسمار الركب". والبوري يقصد به تدخين المداعة.
واختارت ليلى عبد العزيز المقرن عددا محدودا جدا من أمثلة الأحساء التي وردت في الكتب السابقة، ونشرتها في كتاب جميل بعنوان (أمثالنا الحساوية)، يقع في ١٨٦ صفحة، تحتوي كل صفحة منها على مثل واحد ورسمة كارتونية تقترب من دلالة المثل مع شرح موجز لهذه الدلالة.
يتبع … الأمثال في حضرموت والنخلة في الأمثال.