نسرين الصبيحي.. المخرجة التي حققت ما عجزت عنه الحكومة اليمنية

في زمن تكدست فيه الأحزان وأصبحت المعاناة جزءًا من تفاصيل حياة اليمنيين اليومية، ظهرت نسرين الصبيحي نعمان خلال السنوات الماضية كأيقونة إنسانية تحمل في قلبها هم الوطن وقضايا الشعب إذ جسدت بأعمالها الفنية والإبداعية أسمى معاني الإنسانية في وجه الظلم والغياب.
نسرين كانت صوتًا للضعفاء ومرآةً للأوجاع، قادرة على تحويل صرخات المعاناة إلى أفلام تنطق بالحقائق المؤلمة في ظل غياب الحكومة اليمنية عن توثيق الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها جماعة الحوثيين، تجلت شجاعة نسرين، وقررت أن تكون العين التي ترى والقلب الذي يشعر بالكوارث الإنسانية، متحديةً المخاطر التي قد تودي بحياتها.
كانت كاميرتها أداة مقاومة، تسجل أوجاع المدنيين الذين مزقتهم الحروب، تنقل صورًا حية للدمار، تروي قصص الضحايا الذين نسيتهم السياسة وسقطوا في هاوية النسيان، محولةً جميع ما وثقته إلى أعمال سينمائية ناطقة، حصدت جوائز عالمية، لتصبح منصة يعبر بها اليمنيون عن مآسيهم، وينقلون صوتهم إلى المحافل الدولية.
نسرين الصبيحي لم تكن فقط مخرجة بل كانت عينًا ترى الحقيقة وقلبًا ينبض بالإنسانية، ملأت بجهودها الفردية الفراغ الذي تركته الحكومة، وكشفت للعالم حجم المعاناة التي يعيشها الشعب اليمني، ومع كل فيلم وثائقي تقدمه كانت ترسل رسالة تحمل بين طياتها ألم وطن وإصرار شعب لا يزال يكافح من أجل الحياة والكرامة.
اليوم، اليمنيون يفتقدون نسرين ودورها الفعال في توثيق الجرائم الجديدة التي يعجز العالم عن رؤيتها وتسجيلها بسبب عجز وفشل وزارة الإعلام اليمنية والحكومة بشكل عام في إنجاز فيلم واحد على الأقل لتوثيق الجرائم.