الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن.. ملحمة صنعها الجنوب والإمارات بدماء الأبطال

الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب

يصادف شهر رمضان المبارك الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن من قبضة ميليشيات الحوثي وحلفا، في معركة تاريخية سطرتها المقاومة الجنوبية، وأهل السنة، ورجال القبائل الجنوبية، وقوات التحالف العربي، وعلى رأسها دولة الإمارات العربية المتحدة، التي امتزجت دماء شهدائها بدماء أبطال الجنوب في أروع صور التضحية والإخاء.

ملحمة التحرير.. إرادة الجنوب وتضحيات الأبطال:

عندما اجتاحت الميليشيات الحوثية وحلفاؤهم العاصمة عدن عام 2015م، لم تكن العاصمة تواجه مجرد غزو عسكري، بل مشروعًا استيطانيًا يهدف إلى تغيير هويتها واستعباد أهلها.. لكن الجنوبيين، الذين خبروا الاحتلال من قبل، لم ينتظروا من ينقذهم، بل حملوا السلاح ودافعوا عن العاصمة عدن بشراسة.

انطلقت المقاومة الجنوبية من مختلف الأحياء، وانضم إليها أهل السنة ورجال القبائل، في انتفاضة شعبية ضد محتل أراد طمس هويتهم.. كان الجنوب يقاتل وحده في البداية، وسط تخاذل حكومة الشرعية اليمنية التي لم تحرك ساكنًا، ووسط دعمٍ غير محدود كانت تتلقاه الميليشيات من إيران وحلفائها في المنطقة.

دور الإمارات والسعودية.. عاصفة الحزم التي قلبت الموازين:

مع انطلاق عاصفة الحزم، كان للجنوب والإمارات موعد مع التاريخ.. دخلت القوات المسلحة الإماراتية المعركة بكل ثقلها، جنبًا إلى جنب مع المقاومة الجنوبية، في تحالفٍ أخوي أذهل العالم بمدى سرعته وقوته.

الشهيد البطل عبدالعزيز الكعبي، كان أول الشهداء الإماراتيين في معركة تحرير العاصمة عدن، ليثبت أن الإمارات لم تكن مجرد داعم، بل شريكًا أصيلًا في النصر.

لم تكتفِ الإمارات بالدعم الجوي، بل أرسلت وحدات من قواتها الخاصة إلى قلب المعركة، وساهمت بشكل مباشر في تحرير مطار العاصمة عدن، ثم التقدم نحو باقي مناطق العاصمة، حتى طُهِّرت بالكامل في ملحمة قتالية حُسمت خلال أيام معدودات.

الجنوب والإمارات.. تحالف الدم والمصير المشترك:

تحرير العاصمة عدن لم يكن مجرد انتصار عسكري، بل كان لحظة فاصلة في تاريخ الجنوب.. كانت الرسالة واضحة: الميليشيات وحلفاؤهم لن تحكموا الجنوب، ولن يخضع الجنوب لسلطة احتلال جديدة.

بعد التحرير، واصلت الإمارات دعم الجنوب، ليس فقط في معاركه العسكرية، وإعادة تشغيل الكهرباء، وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية التي دمرتها الحرب.

في المقابل، كان الجنوبيون أوفياء لمن وقف معهم، وكانوا وما زالوا خط الدفاع الأول في مواجهة مشروع الحوثي وحلفاؤهم وأي تهديدات تمس أمن المنطقة.

عقدٌ من النصر.. والجنوب على العهد:

تمر الذكرى العاشرة لتحرير العاصمة عدن، والجنوبيون أكثر وعيًا بقضيتهم، وأكثر إصرارًا على استكمال مشروعهم الوطني، لاستعادة دولتهم وهويتهم.

ورغم التحديات، يبقى تحرير العاصمة عدن شاهدًا على قوة الإرادة الجنوبية، وعلى الدور التاريخي لدولة الإمارات والسعودية في دعم هذا الانتصار.

في هذا الشهر الفضيل، نترحم على شهدائنا الأبرار، ونؤكد أن تضحياتهم لم تذهب سدى.. فالجنوب باقٍ، والمحتل زائل، والمستقبل لنا ولأجيالنا القادمة.

المجد والخلود لشهداء الجنوب والإمارات، والنصر لقضيتنا العادلة!