في العاصمة عدن: أغلب محلات الجوالات أكثر من مجرد أماكن للإصلاح – إنها بوابات التجسس!
الناشط الحقوقي أسعد أبو الخطاب
عزيزي المواطن، هل تعلم أن هاتفك المحمول الذي أصلحته في أحد محلات “الجوالات” المنتشرين في أزقة العاصمة عدن قد صار الآن جاسوسًا صغيرًا في جيبك؟
نعم، لا تتفاجأ!
هاتفك لا يكتفي بإظهار إشعارات فيسبوك، بل صار يرسل تحركاتك وأسرارك ومحادثاتك وربما صور أمك وأختك إلى جهة "ما"، لا يعلمها إلا الله وعميل في محل جوالات بمسحة وطنية مشبوهة!
أهلاً بك في العاصمة عدن، التي لا يُراقَب فيها إلا المواطن، أما الذئاب التكنولوجية، فدعهم "يشتغلوا" براحتهم!
نعيش في العاصمة إذا حاولت أن تصلّح جهازك، فعليك أن تكتب وصيتك قبل الدخول إلى المحل.. لأن بعض هؤلاء الفنيين لا يكتفون بتغيير الشاشة، بل يفتحون نافذة إلى خصوصيتك، يسرقون منها صورك، ينسخون محادثاتك، وربما، بكل "احترافية" يسلمونها للعدو!
أما الأمن؟
فلا تقلق، هم منشغلون جدًا:
فريق يرصد أزمة الغاز بدقة شديدة... من على بعد 500 كيلومتر!
وفريق يُراقب صرف العملات بالدعاء فقط.
وفريق آخر يُفكر في حل مشكلة الكهرباء عبر استخدام الطاقة الروحية!
ملف الأمن الرقمي؟
لا وقت له!
ما أهمية أن يتم ابتزاز فتاة؟
أو أن يُهدد شاب بنشر صوره الخاصة؟
أو أن تُباع بيانات مسؤول في مزاد علني؟
طالما أن الأمن مرتاح، والمكيف شغّال، والكراسي مريحة، فلا مشكلة!
العاصمة عدن اليوم ليست بحاجة إلى عدوان خارجي، فنحن نُسلّم أسرارنا بأنفسنا من خلال بوابة "صيانة الجوالات".
وهل تعلم ما هو المؤلم؟
أن هذا يحدث تحت أنف الأجهزة الأمنية التابعة للشرعية اليمنية والمجلس الانتقالي الجنوبي، بل وربما بشهادة منهم!
أو لنقل: "بغفوة عميقة تحت مروحة السكون".
رسالة من ناشط حقوقي إلى الاجهزة الأمنية في العاصمة عدن، هل تسمعون؟
العدو صار يمتلك نسخة من هواتفنا، ولا زلتم تتجادلون في الاجتماعات عن مكان الكراسي!
انزلوا إلى الأرض، لا إلى صالات الاجتماعات.. افتحوا أعينكم، لا ملفات الهواتف فقط.. راقبوا، وحققوا، ولا تجعلوا المواطن يشعر أن كرامته تُباع في محلات الجوال كما تُباع الشواحن "التقليد الصيني".
هل ما زلتم هناك؟
أم أنكم أصبحتم "offline" مثل خدمة الكهرباء؟
أخيرًا...
نحن لا نطلب معجزة، فقط نطلب "دولة" تعرف أن حماية المواطن تبدأ من حماية هاتفه.