ترامب يتحدى الصين ... الرسوم الجمركية الصارمة تدخل حيز التنفيذ

ترامب يتحدى الصين ... الرسوم الجمركية الصارمة تدخل حيز التنفيذ

(الأول) وكالات:

أعلن البيت الأبيض اليوم أن الرسوم الجمركية التراكمية التي فرضتها الولايات المتحدة على مجموعة واسعة من السلع الصينية، والتي بلغت نسبتها الإجمالية 104%، قد دخلت رسميًا حيز التنفيذ اعتبارًا من ظهر اليوم بتوقيت شرق الولايات المتحدة.
يأتي هذا القرار في إطار تصعيد جديد للتوترات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، حيث تسعى واشنطن إلى الضغط على بكين لمعالجة ما تعتبره "ممارسات تجارية غير عادلة".
ووفقًا للبيان الصادر عن الإدارة الأمريكية، فإن هذه الخطوة جاءت بعد فشل الصين في رفع الرسوم الجمركية الانتقامية التي فرضتها سابقًا بنسبة 34% على بعض السلع الأمريكية.
وكانت هذه الرسوم الانتقامية جزءًا من سلسلة طويلة من الإجراءات المتبادلة بين البلدين، والتي بدأت منذ تحذير الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب في السابع من أبريل الماضي.
واعتبرت واشنطن أن هذه الرسوم الصينية تمثل خرقًا للاتفاقيات التجارية الثنائية والدولية.
ومن المقرر أن تبدأ السلطات الأمريكية في تحصيل الرسوم الجمركية الإضافية اعتبارًا من يوم 9 أبريل الجاري، مما يعني أن الشركات الصينية المصدرة إلى الولايات المتحدة ستواجه أعباء مالية إضافية كبيرة.
وتشمل السلع المشمولة بالرسوم الجديدة مجموعة متنوعة من المنتجات، بما في ذلك الإلكترونيات، والمعدات الصناعية، والمنتجات الزراعية، والمواد الخام.

ردود الفعل الصينية
من جانبها، أعربت الحكومة الصينية عن استيائها الشديد من هذه الخطوة، واصفة إياها بأنها "غير مسؤولة وتهدد الاستقرار الاقتصادي العالمي".
وأكدت وزارة التجارة الصينية في بيان رسمي أن بكين تحتفظ بحق الرد المناسب على أي إجراءات تُعتبر مستفزة أو غير متوازنة.
كما دعت الصين المجتمع الدولي إلى التدخل لضمان احترام القواعد التجارية الدولية ومنع التصعيد الذي قد يؤدي إلى آثار سلبية على الاقتصاد العالمي.

تأثيرات القرار على الاقتصاد العالمي
يثير هذا التصعيد التجاري قلقًا متزايدًا بين المحللين الاقتصاديين، الذين يشيرون إلى أن زيادة الرسوم الجمركية قد تؤدي إلى ارتفاع أسعار السلع المستوردة في السوق الأمريكية، مما سيؤثر بشكل مباشر على المستهلكين الأمريكيين.
إلى جانب ذلك، قد يتسبب هذا القرار في تعطيل سلاسل الإمداد العالمية، خاصة وأن الصين تعد واحدة من أكبر موردي المنتجات المصنعة إلى الولايات المتحدة.
وفي الوقت نفسه، يحذر الخبراء من أن التوترات التجارية المتزايدة بين البلدين قد تؤدي إلى تباطؤ النمو الاقتصادي العالمي، خاصة إذا استمرت الدولتان في اتخاذ إجراءات انتقامية متبادلة.
كما أن هذه الخطوة قد تشجع دولًا أخرى على اتباع سياسات حمائية، مما يزيد من تعقيد المشهد التجاري الدولي.

محاولات التهدئة
على الرغم من التصعيد الحالي، لا تزال هناك دعوات للتهدئة وإعادة إطلاق الحوار بين الجانبين. فقد أكدت مصادر دبلوماسية أن المسؤولين من كلا البلدين يدرسون إمكانية عقد جولة جديدة من المحادثات التجارية بهدف تخفيف التوترات وإيجاد حلول وسطى.
ومع ذلك، تشير التقارير إلى أن مثل هذه المحادثات قد تستغرق وقتًا طويلًا قبل أن تؤتي ثمارها، خاصة في ظل الخلافات العميقة حول قضايا الملكية الفكرية، ونقل التكنولوجيا، والإعانات الصناعية.

ختامًا
يبقى الوضع التجاري بين الولايات المتحدة والصين في غاية الحساسية، حيث يمثل أي تصعيد جديد تهديدًا محتملًا للاقتصاد العالمي.
وبينما تسعى واشنطن إلى تحقيق أهدافها الاقتصادية والسياسية عبر فرض رسوم جمركية صارمة، تجد بكين نفسها مضطرة للرد بنفس القوة.
وفي ظل هذه الأجواء المتوترة، يبقى السؤال المطروح: هل سيتمكن الطرفان من العودة إلى طاولة المفاوضات قبل أن تصل الأمور إلى نقطة اللاعودة؟