معركة الخلاص واستعادة الدولة

بقلم: ابراهيم سفيان

إن ما تشهده الساحة اليمنية اليوم من تداعيات يعكس حماقة مفرطة من قبل مليشيات الحوثي، وجهلاً سياسيًا قاد البلاد إلى حرب خاسرة وغير متكافئة مع قوى إقليمية ودولية كالولايات المتحدة والكيان الصهيوني.

 الخاسر الأكبر في هذه المعادلة هو المواطن اليمني، بينما تتوارى قيادات المليشيات في معاقلها بمَران، غير مكترثة بالدمار والخراب الذي يحل بالوطن وبالخسائر الفادحة التي يتحملها الشعب. 

إنهم ينفذون أجندة وتوجيهات إيرانية تسعى بكل السبل لزعزعة أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط.

 ومع إدانتنا الشديدة للضربات الأمريكية التي تستهدف البنية التحتية للبلاد، فإننا نرى في هذه التطورات الأخيرة مؤشرًا على حتمية الحسم العسكري ومعركة الخلاص واستعادة الدولة كضرورة مُلحة.

في هذا المنعطف الحاسم، يصبح توحيد الصفوف ونبذ الخلافات البينية واجبًا على جميع المكونات السياسية اليمنية. 

يجب التهيؤ للمعركة الحاسمة والالتفاف صفًا واحدًا خلف رئيس المجلس الرئاسي الدكتور رشاد العليمي، في محاولة لإنقاذ ما تبقى من الوطن. لقد أصبحت الفرصة سانحة والمؤشرات واضحة على قرب نهاية سيطرة مليشيات الحوثي، التي ما زال أبناء الشعب الرازحين تحت نيرها ينتظرون بفارغ الصبر التحرك الفعلي للشرعية لإنقاذهم من هذا الكابوس الجاثم على صدورهم طيلة هذه الفترة.

كما نأمل من قيادة التحالف العربي إعادة تقييم مسار العمليات العسكرية وتصحيح أي انحرافات في إدارة المعركة، وإسناد القيادة الفعلية للشرعية اليمنية، والتعامل بندية مسؤولة بعيدًا عن أية مصالح أخرى، إذا كانت لديهم الرغبة الصادقة في الخلاص من خطر الحوثي وتأمين أمنهم القومي من أطماع إيران.

ليعلم الجميع أن معركة النصر والخلاص لن تتحقق إلا بتوحيد كافة الجهود ووضعها تحت قيادة شرعية البلاد في غرفة عمليات واحدة، وتوحيد جميع الجبهات نحو هدف واحد وهو استعادة الدولة.

 وبغير ذلك، لن تقوم لنا قائمة، ولن نستطيع الخروج من هذا النفق المظلم، وسنبقى نتجرع مرارة الواقع ونعيش حياة بائسة ومستمرة.