من الإرشيف التاريخي
استعدت ذكرياتي في العمل الى أكثر من أربعة عقود ونيف مضت فراق لي أن اكتب أبرز ما في تلك الذكريات من اعمال تتعلق بهيكلة القوات المسلحة لجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خلال (1981 / 1986) وهي الحقبة الزمنية التي شهدت خلالها القوات المسلحة تحولات استراتيجية غير مسبوقة في البناء العسكري. حقبة كانت حافلة بالعطاءات التنظيمية.
لم يتسع مقال صحفي كهذا لسرد المهام النظرية التي انجزت خلال تلك الفترة وعلية فقد فضلت ان اتطرق الى الحديث عن مهام رئيسية تتعلق بمشاركتنا العملية في الاعداد والتحضير للتمارين المشتركة للقادة والاركان على الخريطة في وزارة الدفاع ومن ثم الانتقال الى الميدان للمشاركة العملية في الاعداد والتحضير للمناورات العسكرية بالذخيرة الحية التي كانت تقام عادة لتجربة الأسلحة والمعدات القتالية المستحدثة في القوات المسلحة بعد هيكلتها نظريا.
وكانت المناورة الابرز ردفان 83 إذا لم تخني الذاكرة وهي المناورة التي شاركنا في التحضير لها لشهرين كاملين في القاعدة الادارية بمدينة عتق وبحضور وزير الدفاع احيانا ونائب رئيس هيئة الاركان العامة. نفذت المناورة في منطقة صحراوية بعتق وحضرها كبار المسؤولين في الدولة وابرز ما حدث في تلك المناورة التي شارك فيها لواء مشاه ميكانيكي بكامل قوامه هي تجربة بعض الأسلحة الحديثة وابرزها صاروخ ارض ارض ار 17 الذي اطلق لأول مرة من منطقة المحفد التي تبعد حوالي ميتين كيلو متر من منطقة تنفيذ المناورة وتفجر في الصحراء على مسافة لا تتجاوز اثنين كيلومتر من امام المنصة التي خصصت لجلوس رئيس الجمهورية ووزير الدفاع وكبار المسؤولين في الدولة وعلى بعد 300 الى 400 متر من امام النسق الاول للمناورة (كنت ضمن الجلوس في المنصة مع الطاقم الذي اخذ على عاتقه التحضير لهذه المناورة).
تكللت الجهود النظرية والعملية لتلك المناورة بنجاح باهر بإصابات طفيفة جدا في صفوف العسكريين المشاركين في المناورة وكانت اصابات الأسلحة دقيقة جدا وخاصة للصاروخ ار 17 الذي دخل حينذاك حديثا في الخدمة.