بن ناهية والرحيل المبكر

بقلم/
ا.د.مهدي أحمد الحاج باعوضة، عميد كلية الصيدلة الأسبق.
وعضو مجلس إدارة الهيئة العليا للأدوية والمستلزمات الطبية وعضو اللجنة الفنية
بعد مرور 40 يوم على رحيل الشخصية الأكاديمية والاجتماعية والإدارية الكفوءة الباحث/عبدالله عوض عبدالله بن ناهية العولقي، خسر الوطن ومحافظة شبوة والوسط الأكاديمي بجامعة عدن برحيله شخصية شابة إدارية معطاءة متميزة.
رحل الرجل المتفاني في إخلاصه، خفيف الظل لطيف الروح رقيق الطبع والمعشر، الذي لايبخل في تقدم خدماته للجميع دون استثناء وبدون كلل أو ملل، وأعطى بذلك صورة جميلة للموظف المخلص والأكاديمي المتميز حيثما وطأت قدماه، وقدم صورة جميلة لأبن شبوة وأصالته فاحترمه الجميع.
لقد رحل أخينا العزيز الغالي الصديق الصدوق الوفي الطاهر النقي المثابر والمخلص في عمله (بن ناهية) بصورة مفاجئة ودون وداع، وقد صدمنا بخبر رحيلك، فطيفك المبجل لايفارق خيالي وابتسامتك اللطيفة وقهقهة ضحكاتك تجلجل في مسامعي، ومداعبتك لي في آخر لقاء لنا في الهيئة العليا للادوية والمستلزمات الطبية، ولم أكن أعلم أنها الأخيرة، لقد أثخنت جراحي وزاد حزني فنبرات صوتك ترن في مسمعي، ولكنها الأقدار.
مشاعره الطيبة تجاه جميع زملائه، ماهي إلا دليل على أصالته، بهذه الخصال فقد حفر لنفسه طريقًا ممهدًا في الصخر، وأثبت وجوده بين الكبار لحبه للعلم والاستفادة من زملائه ذوي الخبرة، وشغفه لفن الإدارة المالية، وتفوقه في تخصصه المحاسبة وحسن خلقه ومعاملته الطيبة مع كل الناس من مجتمعه بمختلف أطيافهم وخدمتهم، رجل عنيد مثابر نبت عوده في قرية صدر باراس/شبوة، واشتد في عدن، ويعتز ويفتخر بشبوانيته المعهودة، فقد أعطى مثالًا صادقًا للرجل البسيط النزيه في عمله وخدمة ابناء مجتمعه دون تمييز.
لقد رحل عنا بن ناهية صبيحة يوم الأربعاء 26 فبراير 2025م قبل حلول شهر رمضان بأيام قلائل، وياله من خبر محزن مفاجئ أثار مشاعرنا وأفقدنا صوابنا ولا نقول إلا مايرضي الله سبحانه وتعالى، إن العين لتدمع وإن القلب ليحزن وإنا على فراقك يا عبدالله لمحزونون.
عزاؤنا لأولاده وإخوانه وأسرته وأهله وأصدقائه وزملائه ومحبيه وكل من له صلة بالفقيد وربنا يصبر ويجبر قلوب اسرته.
اللهم اغفر له وارحمه وأسكنه فسيح جناتك مع الصديقين والشهداء والصالحين، كما نسأل الله أن يلهم أهله وذويه الصبر والسلوان إنا لله وإنا إليه راجعون