(تشكيل حامل سياسي لكل الحضارم).. وعي أبناء حضرموت بين دعوة عضو المجلس الرئاسي (البحسني) ورد نائب المجلس الانتقالي (بن بريك)

(تشكيل حامل سياسي لكل الحضارم).. وعي أبناء حضرموت بين دعوة عضو المجلس الرئاسي (البحسني) ورد نائب المجلس الانتقالي (بن بريك)

رصد خاص (الأول) محمد حسين الدباء:

أكد اللواء الركن فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي ومحافظ محافظة حضرموت السابق وقائد المنطقة العسكرية الثانية سابقاً، على أهمية وجود حامل سياسي حضرمي حقيقي وشامل، يُمثّل جميع الأطراف والمكونات السياسية والمدنية والقبلية، كضرورة وطنية تمكّن الحضارم من تحديد مصالحهم بوضوح، بعيدًا عن الصراعات والإقصاء أو التفرد، فالكل يجب أن يكون مشاركًا في جلب مصالح حضرموت التي لا يختلف عليها أحد.
 وقال اللواء البحسني إنه "في ظل ما تشهده الساحة الوطنية من تحديات واستحقاقات مصيرية نؤكد أنه لا داعي للقلق على حضرموت، هذه الأرض الطيبة، فأهلها هم الأحرص والأوفى لها قولًا وفعلاً، وقد أثبتوا في كل المراحل أنهم درعها الحصين وسندها الثابت. إن حضرموت ليست مجرد جغرافيا، بل هي كيان عريق بأبنائه وتاريخه وحضارته، ولن تكون إلا كذلك دائمًا."
وأضاف البحسني: "ندعو إلى التكاتف والتلاحم بين كافة أبناء حضرموت، وأهمية تجاوز الخلافات، والابتعاد عن كل ما يعمق الانقسامات أو يمزق النسيج الحضرمي المتماسك. حضرموت اليوم بحاجة إلى رؤية موحدة تُعلي مصلحتها فوق كل اعتبار. الجميع متفقون على مكانة حضرموت وأهميتها، ولكن التفرق والتنازع لن يؤدي إلا إلى إضعافها، في وقت نحن فيه أحوج ما نكون فيه إلى التوحد والعمل المشترك."
وأكد البحسني أن التنوع السياسي ليس مدعاةً للخلاف، بل يجب أن يكون هو القوة التي تُبنى عليها شراكة حقيقية ومشروع جامع يلبي تطلعات أبناء حضرموت.
وأوضح أن حضرموت كانت دائمًا نموذجًا خلال السنوات الماضية في الاستقرار والانسجام، مشيرًا إلى أن أهلها قديمًا كانوا روادًا في نشر روح المحبة والإخاء، وأسسوا أممًا بحضارتهم وسماحتهم.
وشدد البحسني على أن المسؤولية اليوم تقع على عاتق الجميع للحفاظ على هذه القيم العريقة وبناء مستقبل مشترك يجمع ولا يفرق، ويوحد ولا يمزق.
وقال: "علينا أن ندرك أن حضرموت تستحق منا كل الجهد والتضحية؛ فهي أرض السلام والتاريخ، وهي مهد الحضارات."

بن بريك يؤيد دعوة البحسني
أعلن اللواء الركن أحمد سعيد بن بريك، نائب رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي ومحافظ حضرموت السابق، تأييده الكامل لما ورد في البيان الصادر عن اللواء فرج سالمين البحسني، عضو مجلس القيادة الرئاسي، بشأن أهمية تشكيل حامل سياسي حضرمي جامع يمثل مختلف القوى والمكونات في المحافظة.
وفي بيان سياسي صدر يوم السبت، أكد بن بريك أن حضرموت بما تحمله من تاريخ عريق وعمق حضاري وخصوصية اجتماعية وسياسية، تظل رقماً صعباً في معادلة الحاضر والمستقبل، ولا يمكن تجاوز مكانتها الوطنية أو تغييب مصالحها.
وأشاد بن بريك بما وصفه بـ”وعي أبناء حضرموت والتزامهم بالحفاظ على أمن واستقرار محافظتهم”، مشدداً على أن هذا الإرث من الحكمة والتماسك يمثل الضامن الحقيقي لمكانة حضرموت ومصالحها العليا. ودعا إلى تجاوز الخلافات الظرفية والعمل على بلورة رؤية موحدة تعكس تطلعات الحضارم وتمثّلهم بعدالة في المعادلات السياسية المقبلة.
وأشار إلى أن “وحدة الصف الحضرمي وتماسك مكوناته الاجتماعية والسياسية تمثل حجر الزاوية لأي مشروع وطني ناجح لحضرموت”، رافضاً في الوقت نفسه أي مسارات قد تؤدي إلى الإقصاء أو التفرد، أو استخدام الخلاف السياسي كأداة لتمزيق النسيج الحضرمي المتماسك.
وأضاف بن بريك: “نؤيد بكل وضوح دعوة أخي سيادة اللواء فرج سالمين البحسني إلى تشكيل حامل سياسي حضرمي حقيقي وشامل، يُمثّل جميع الأطراف والمكونات السياسية والمدنية والقبلية”، مؤكداً أن الحاجة باتت ملحة لوجود مظلة جامعة تعبّر عن إرادة الحضارم بمسؤولية وشفافية، وبعيداً عن أي وصاية أو تهميش.
واعتبر بن بريك أن مثل هذا الحامل السياسي القائم على الشراكة والتوافق “سيمنح الحضارم القدرة على التعبير الواضح عن أولوياتهم والمشاركة الفاعلة في الترتيبات السياسية القادمة، دون أن يتحول التعدد السياسي إلى سبب للتنازع، بل إلى عامل إثراء للمشهد السياسي”.
وحذّر من أن استمرار حالة التشظي والجمود في ظل غياب مظلة سياسية جامعة “لن يخدم أبناء حضرموت، بل سيضعف موقفهم التفاوضي ويعرّض مصالحهم للتآكل”، داعياً كافة الأطراف الحضرمية إلى تغليب منطق الحوار والمصلحة العامة على الاعتبارات الفئوية أو الحزبية.
وختم بن بريك بيانه بالتأكيد على أن وحدة حضرموت وتعزيز دورها في استقرار الوطن وازدهاره يجب أن تكون أولوية، داعياً إلى بناء مشروع حضرمي جامع يتسع للجميع ويستند إلى الإرادة الحرة لأبنائها.