القنبلة الموقوتة.. أدميرال أمريكي: قدرتنا على هزيمة الصين في تايوان باتت مهددة

تقرير (الأول) متابعات:
حذّر القائد الأعلى للقوات الأمريكية في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، صموئيل بابارو، من أن قدرة الولايات المتحدة على هزيمة الصين، في حال نشوب صراع حول تايوان، تتعرض لتهديد متزايد، مع استمرار بكين في توسيع قدراتها العسكرية بوتيرة متسارعة.
وقال الأدميرال بابارو، خلال مشاركته في منتدى "سيدونا" السنوي لمعهد ماكين في ولاية أريزونا: "ستنتصر الولايات المتحدة في الصراع كما هو عليه اليوم، بالقوة التي نمتلكها حاليًا"، لكنه أضاف أن التحديات تتزايد بوضوح.
وأكد بابارو، بعد عام على توليه قيادة منطقة المحيطين الهندي والهادئ، أن الجيش الأمريكي ما زال يتمتع بأفضلية واضحة في القدرات تحت سطح البحر، إضافة إلى تفوقه في الفضاء والتقنيات التي تعادل الأصول الفضائية.
ولكن القائد العسكري حذر من أن الصين تبني أنظمة أسلحة، من بينها السفن الحربية، بمعدلات تفوق نظيرتها الأمريكية بكثير، وقال: "مسارنا الحالي فيما يخص كل عنصر من عناصر القوة الرئيسة يُعد مسارًا غير واعد".
وأوضح أن الصين تنتج غواصتين سنويًا مقابل 1.4 غواصة فقط في الولايات المتحدة، كما تبني 6 سفن حربية مقاتلة سنويًا، مقارنةً بـ1.8 سفينة أمريكية.
ويأتي هذا التحذير في وقت تواصل فيه الصين تعزيز وجودها العسكري حول تايوان.
وأكد بابارو أن بكين كثّفت تدريباتها العسكرية لتشمل كامل نطاق العمليات الممكنة ضد الجزيرة.
الأنشطة العسكرية الصينية
وكان سلف بابارو، الأدميرال المتقاعد جون أكويلينو، قد قال العام الماضي، إن الصين تتبع استراتيجية "الضفدع المغلي" - وهي رفع درجة التوتر العسكري تدريجيًا بحيث يتم التقليل من شأن التهديد حتى يفوت الأوان.
وذكر أن التدريبات الصينية تراوحت بين محاكاة للاستيلاء على جزيرة تايوانية صغيرة، وفرض حصار بحري، وصولًا إلى سيناريوهات هجوم شامل.
وقال: "معدلات التغير في عمق واتساع هذه المناورات هي أكثر ما يقلقني... إنها العامل غير الخطي الوحيد الذي يُبقيني مستيقظًا ليلًا".
التوسع الصيني
وأضاف بابارو أن الجيش الصيني يوسّع أنشطته أيضًا في مناطق أخرى من المحيط الهادئ، لافتًا إلى أن سفنًا حربية صينية أجرت في فبراير/شباط، تدريبات بالذخيرة الحية قبالة جنوب شرق أستراليا، قبل أن تبحر حول القارة لأول مرة.
وتابع: "إنهم يمدّدون حضورهم... إنهم يتحولون تدريجيًا إلى قوة عالمية".
وعندما سُئل عن النصيحة التي تلقاها من سلفه أكويلينو عند توليه المنصب، قال بابارو إنه أُبلغ بإمكانية أن يكون القائد الأمريكي الذي سيخوض حربًا مع الصين بشأن تايوان.
موعد للاستعداد
ووفقًا لتقديرات الاستخبارات الأمريكية، فإن الرئيس شي جين بينغ أمر قواته بتطوير القدرات اللازمة لشن هجوم على تايوان بحلول عام 2027، لكن بابارو شدد على أن ذلك لا يعني أن الهجوم سيحدث بالضرورة في ذلك العام، قائلاً: "هذا ليس موعدًا نهائيًا، بل هو موعد للاستعداد".
وأشار إلى أن جيش التحرير الشعبي الصيني حقق بالفعل بعض أهدافه المحددة لعام 2027، خاصة في ما يتعلق بالقوات الصاروخية والمنظومات الفضائية الداعمة لأنشطة الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع.
وأكد بابارو أن أي قرار صيني بشأن التحرك عسكريًا ضد تايوان سيعتمد في النهاية على جملة من العوامل، من بينها درجة الجاهزية العسكرية، وتقديراتها لقدرة تايوان على صد الهجوم، ومدى استعداد وإرادة الحلفاء لتقديم الدعم للجزيرة.