إلى بن بريك... وبعد
لا يخفى على شريف علمكم ما مرت به الساحة اليمنية عامة، والساحة الجنوبية خاصة، من تدهور في الخدمات، وغياب تام للرقابة، وضياع متعمد للأساسيات.
مياه وكهرباء ورواتب وأزمات، واضطرابات في بعض المحافظات بسبب التهميش والاتهامات والتوتر والنكبات، وما خفي كان أعظم.
إلى بن بريك، أنت تعلم علم اليقين أننا، في المحافظات المحررة، نعيش على البركة، بسبب التحزّبات والطائفيات، وما إلى ذلك مما تفشّى بين المجتمعات.
نحن نعيش على بركة الرحمن، رغم كل المؤامرات والمكيدات، ولكننا نأمل منك حسن التطلعات، وتوفير الخدمات التي هي من أبسط الأساسيات.
إلى بن بريك، نثق تمامًا أننا رسمنا أحلامًا وآمالًا وتطلعات، على أمل أن تتغير حياتنا إلى حال أفضل، لكننا صُدمنا بواقع مغاير، فنحن اليوم نعيش بين هامش النسيان وجَور الحكّام.
إلى بن بريك، تأكد أنك أمام امتحان صعب المنال؛ فإما أن تصدق مع شعبك، وإما أن تلتحق بباقي القطيع، فالكل يغني على ليلاه، والكل مشغول بحاشيته.
إلى بن بريك، نحن لا نطلب الشيء الكثير، ولا الأمر العسير، بل العكس تمامًا، فما رأيناه في سابق حياتنا جعلنا نقتنع بأبسط حقوقنا المعيشية الكريمة.
إلى بن بريك، كن على يقين أنك إما أن تصلح ما أفسده القوم، أو أن تسير على خُطاهم. فما مضى كفيل بأن يعلمك حجم المسؤولية التي أمامك.
فإما أن يكتبك التاريخ بأقلام من نور، أو أن تُكتب، أنت ومن سبقك، في مزبلة التاريخ، وتلتحق بباقي القطيع