إن الله مع الصابرين

مسعود عمشوش

من الواضح أننا في مدن وقرى الجنوب أصبحنا اليوم نعيش في ظل ليبرالية متوحشة لم نُعطَى الوقت الكافي للاستعداد لها. فقبل ١٩٩٠، لم نكن نشعر بفارق كبير بين أغنياء وفقراء في مدن وقرى الجنوب. ربما لأننا كنا كلنا مسحوقين، وربما لأن الكماليات وما شابهها كانت محدودة أو معدومة. لكن بعد ٩٠ تعلمنا (الدحبشة)، وكثير منا تفوقوا على معلميهم وبشكل متوحش. وتكونت فئة من السماسرة المدنيين والعسكريين والمستوزرين الأثرياء والتجار. كما أن فتح باب الهجرة على مصراعيه دفع بكثير من الشباب إلى دول الخليج وأمريكا. وكدسوا أموالا كبيرة واستطاعوا أن يشتروا عدن، شواطيها وفللها البيضاء والحمراء وقطع أراضيها، ومسشفياتها وجامعاتها ومدارسها.

ونقطة ثالثة، جعل احتفاظ صنعاء بريال عالي القيمة مختلف عن ريال عدن والجنوب القدرة الشرائية لأثرياء وفقراء الشمال عند نزولهم أو نزوحهم للجنوب مرتفعة، لهذا فهم يترفهون في فنادق عدن والجنوب بمبالغ زهيدة مقارنة بتلك التي يدفعونها في فنادق صنعاء. ولهذا لا عجب في أن تكتظ فنادق عدن ولا سيما فنادق الكورنيش التي يكلف إيجار الجناح فيها لليلة الواحدة نحو ١٠٠ دولار أي ٢٦٠ ألف من لفافاتنا، بنزلاء ٩٥% منهم من الشمال.

وبالنسبة لمرتادي ومرتادات المولات والصالونات والمذابح فمعظمهم من عائلات المغتربين عند ترامب او أصدقائه. أما الموظف والمواطن المستقر في مدن الجنوب وبدون سند ترامبي فهو يعيش فعلا على الكفاف ويعاني فعلا من سوء التغذية، ومحروم من وسائل التعليم والتطبيب التابع للقطاع العام الذي تعودنا عليها قبل ١٩٩٠.

وإن الله مع الصابرين.