متى سيستفيد العرب من دروس صراعهم مع أعدائهم؟


مسعود عمشوش

صراع العرب مع أعدائهم في الغرب والشرق والداخل طويل جدا ويعود إلى أكثر من ألفي عام. وهناك محطات ولحظات ساخنة جدا في ذلك الصراع. ففي الماضي خضنا حروبا مع التتار والصليبيين. وفي العصور خضنا كفاحا ضد المستعمرين، لاسيما في الجزائر والجنوب العربي. 
ومن المؤكد أن الغربيين قد حرصوا على دراسة طرق كفاحنا ومقاومتنا لهم بشكل جيد، وذلك بهدف تطوير وسائل هزيمتنا. وقام الأمريكيون والإسرائيليون بكتابة الكثير من الدراسات والكتب التي تتناول الكيفية التي قاوم فيها الجزائريون وأبناء الجنوب العربي المستعمرين الفرنسيين والبريطانيين. واستفادوا منها في حروبهم في فيتنام وفلسطين والعراق وأفغانستان.
وفي اعتقادي أن أعداء العرب استطاعوا اليوم تطوير آلتهم الحربية ووظفوا فيها الذكاء الاصطناعي ووسائل الاتصال، وكذلك اختراق العرب وتوظيف الفرقة السائدة بينهم، وضرب بعضهم ببعضهم الآخر، وشراء ذمم الكثير منهم لاسيما الفقراء، وكذلك ميل العرب إلى المباهاة والكشف عن قادتهم ومقاتليهم. وهو الأمر الذي سهّل والتجسس عليهم والوصول لهم واغتيالهم بكل سهولة.
وفي رأيي أن أول الدروس التي ينبغي على العرب استخلاصها في صراعهم مع أعدائهم: الحد من استخدام مختلف وسائل الاتصال كالتلفونات المحمولة وشبكة الانترنت التي من الواضح أنها تخضع كلها لمراقبة السي اند أيه والموساد. ثم، في ظل تفشي الفقر والنشاط المحموم لطوابير الاختراق والجواسيس، على العرب الابتعاد كليا عن الكشف عن هوية قادتهم على الأقل العسكريين والأمنيين، وتطوير أجهزة أمنية لا تعتمد على القمع بل على وسائل وأجهزة المراقبة والتأطير المتطورة. فحتى في مجال التصدي لأعدائنا علينا أن نقضي حوائجا بالكتمان.