عدن تتجه نحو الفراغ.. مشهد يتكرر منذ السبعينيات
تتجه مدينة عدن ومناطق جنوب اليمن نحو مشهد مقلق يعيد إلى الأذهان فترة السبعينات، حين غادر كثيرون بحثًا عن فرص حياة أفضل. اليوم، يبدو أن التاريخ يعيد نفسه، وسط تدهور اقتصادي متسارع ينذر بعواقب اجتماعية واقتصادية وخيمة.
ففي جولة سريعة في المدينة، يلحظ الزائر إغلاق العديد من المحال التجارية والفنادق والمطاعم، في مؤشر واضح على ضعف الحركة التجارية وتراجع النشاط الاقتصادي. ويعزو مراقبون هذا التراجع إلى الانهيار المتواصل للعملة المحلية، وتدني رواتب الموظفين إلى مستويات لم تعد تفي بأبسط متطلبات المعيشة.
ويبدو أن هذه المؤشرات ليست عابرة، بل تنذر بتغيرات جذرية في المشهد الاقتصادي والاجتماعي للمنطقة. فهناك توقعات بأن تصبح عدن ومدن الجنوب الأخرى شبه خالية، في ظل هجرة تدريجية لرؤوس الأموال والمستثمرين.
مصادر مطلعة أكدت أن عددًا كبيرًا من مالكي العقارات بدأوا بالفعل في بيع ممتلكاتهم، وتحويل أموالهم إلى الخارج، لا سيما إلى المملكة العربية السعودية، بغرض الاستثمار في بيئة أكثر استقرارًا وأمانًا.
في ظل هذه التطورات، تبقى التساؤلات مفتوحة: هل نحن على أعتاب موجة هجرة جديدة من الجنوب؟ وهل من خطة لاحتواء هذا الانهيار الاقتصادي قبل أن يُفرغ الجنوب من سكانه ومقوماته؟