(هاتوا لنا الكويت)... نداء يمني يطرق أبواب إنسانية (آل صباح)

(الأول) غرفة الأخبار:
في ظل تصاعد الأزمات المتلاحقة التي تعيشها البلاد منذ العام 2015 وحتى اليوم، تتوالى النداءات الشعبية والنخبوية لاسترجاع الدور الأخوي والداعم الذي لطالما عُرفت به دولة الكويت، خاصة في الظروف الصعبة التي تمر بها اليمن، لا سيما في المحافظات الجنوبية.
وفي مقال عاطفي وإنساني، كتب الصحفي عمر سعيد محمد بالبحيث تحت عنوان "هاتوا لنا الكويت الطيبة أهلها"، مستذكراً مواقف الكويت التاريخية تجاه اليمن واليمنيين، وخصوصًا أبناء الجنوب الذين وجدوا فيها سندًا ماديًا ومعنويًا منذ عقود. ويقول الكاتب إن "الكويت لم تكن مجرد دولة داعمة، بل كانت بلسمًا لجراح كثيرة، ومصدرًا للفخر والاعتزاز".
ويضيف: "نحن اليوم، وفي ظل واقع اقتصادي متدهور وانهيار غير مسبوق للعملة، بأمس الحاجة إلى عودة الصوت الكويتي الداعم، ذاك الذي لطالما ارتبط بالحرية والكرامة الإنسانية، دون شروط أو قيود".
دعوة لتثبيت العملة واستلهام النموذج الكويتي
يشير بالبحيث إلى أن الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في اليمن، التي يرى أن من أبرز أسبابها "الاتجار بالعملات"، تتطلب حلولًا جذرية تبدأ من إعادة النظر في السياسة النقدية. ويقترح الكاتب تحويل العملة المحلية من الريال اليمني إلى "الدينار الجنوبي"، بحيث يتم ربطه بالدينار الكويتي الذي يتمتع بثبات نسبي في القيمة، بما ينعكس إيجابًا على استقرار الأسعار وتحسين المعيشة.
ويتابع: "ثبات العملة هو أساس كل حل. فإذا ثبتت، ثبتت معها أسعار الوقود والسلع والخدمات، وسهلت مراقبة الأسواق ومعاقبة المخالفين".
أزمة الرواتب وغياب الحلول
لا يغفل المقال عن أزمة الرواتب وتدهور مستوى معيشة الموظف الحكومي، إذ يشير الكاتب إلى أنه قبل عام 2015، كان راتب الموظف يعادل قرابة 1600 ريال سعودي، في حين أصبح اليوم لا يتجاوز 150 ريالاً، ما يعكس التراجع الكبير في القوة الشرائية.
ويطرح بالبحيث تساؤلاً صريحًا: "كيف يعيش الموظف في بلادنا؟! وما ذنبنا في حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل، ونحن نعاني ويلاتها داخل أراضٍ محررة؟"
استدعاء الماضي لاستشراف المستقبل
ويرى الكاتب أن إعادة دور الكويت في المشهد اليمني، ليس فقط ضرورة إنسانية، بل خيار استراتيجي لاستعادة جزء من الاستقرار الغائب، قائلاً في ختام مقاله: "هاتوا لنا الكويت يا طيبين، فإنها لم تكن يومًا إلا صوت الحكمة في زمن الفوضى، وملاذًا للباحثين عن حياة كريمة".