جراثيم الكراهية والجحيم الآخر!

الطريق شريان تواصل نعم، ولكنه يصنع أيضاً الفارق النفسي ، ينفّس محبس الاحتقان، يخفف من غلو التهيب من الآخر، ويثبت إن الخطر ليس في طبيعة البسطاء ، بل بضخ جراثيم الكراهية. 
جاء الناس إلى عدن، احتفلوا ثم بقيوا أو عادوا، لاشي حدث، سوى تكسر جدران الوهم ، وانحسار ثقافة نحن شعب وهم شعب، ليتقارب الحشد أكثر بتلاوينه المتعددة، بأزيائه بلهجاته المتنوعة، يغادرون الغام الخطاب المفتعل، وغداً سيتم ردم المتاريس، والجلوس بعد إزالة غطرسة السلالة العنصرية، على طاولة حوار لترسيم العلاقة وتظهير الحقوق. 
ثلاثة كادوا أن يدمروا سلامنا الداخلي، على صعيد تفخيخ المشتركات المتماثلة بالأشواق والكدح اليومي ، حد الموت من أجل ربطة الخبز 
عقلية الإصطفاء المذهبي 
التغول الديني بفرض نموذجه القهري للحكم. 
ووهم إعلاء دم المنطقة وتقديس الجغرافية. 
الآن نتقارب ويسقط هذا التمييز المفتعل، نجسر هوة سنوات الحرب ، ونبتعد نفسياً شيئاً فشيئاً عن فكرة "الجحيم هو الآخر".