(شبح العراق يتجدد).. هل يقع ترامب بخطأ نائب بوش الابن في إيران؟!

(شبح العراق يتجدد).. هل يقع ترامب بخطأ نائب بوش الابن في إيران؟!

تقرير (الأول) المحرر السياسي:

مع تصاعد التوتر بين إيران وإسرائيل، وتصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب التي حملت نبرة تصعيدية غير مسبوقة، بدأ بعض المراقبين يتساءلون: هل يعيد ترامب أخطاء إدارة بوش الابن، وتحديدًا نائبه ديك تشيني، في التورط بحرب كبرى بسبب "تهديدات غير مؤكدة"؟
ففي الوقت الذي تحاصر فيه النيران الشرق الأوسط، تحاصر الذاكرة السياسية الأميركية نفسها بخطاب مشابه سمعه العالم قبل أكثر من عقدين قبيل غزو العراق.

 التهديدات: نفس اللغة.. لكن خصم مختلف
في الأيام الأخيرة، أعلن ترامب أن الولايات المتحدة "تتحكم تمامًا في سماء إيران"، محذرًا من أن بلاده "تعرف مكان خامنئي"، ملوّحًا بالقدرة على الضرب في أي وقت، دون التورط رسميًّا في حرب.
هذه اللغة – المبنية على استعراض القوة والاستخبارات – تُذكّر بشكل مباشر بخطاب ديك تشيني عام 2002، عندما أكد أن "صدام حسين يمتلك أسلحة دمار شامل"، مستخدمًا نفس نبرة اليقين والمعلومة الاستخبارية السرية.
لكن التاريخ أثبت لاحقًا أن تلك المعلومات كانت مضلّلة، وأن الحرب بنيت على تهويل لا تدقيق.

 البنية العسكرية: التجهيز أكثر من الردع
إرسال حاملة طائرات، مقاتلات الشبح، وصواريخ دفاعية متقدمة إلى الشرق الأوسط ليس بالأمر الرمزي، بل خطوة عملياتية توحي بأن أمريكا تقترب من "خيارات أبعد من الردع". وهذا تحديدًا ما حدث عام 2002، حين بُنيت القواعد العسكرية استعدادًا لما كان يُروّج أنه "حرب قصيرة" وانتهى بأطول حرب في تاريخ الولايات المتحدة.

 الفارق السياسي.. لكن الخطأ ممكن
صحيح أن ترامب ليس في موقع الرئاسة حاليًا، لكن تأثيره الفعلي في رسم المواقف الاستراتيجية لا يزال حاضرًا، خاصة في ظل انتخابات رئاسية مرتقبة قد تحوّل هذه الحرب إلى ورقة انتخابية.
ديك تشيني لم يكن رئيسًا، لكنه قاد الخطاب السياسي نحو الحرب. اليوم، يلعب ترامب الدور نفسه عبر الإعلام ومواقع التواصل والتأثير في الحزب الجمهوري.
الخطأ المحتمل هو نفسه: المبالغة في التهديد الإيراني، وتسويق الخطر النووي أو "الخطر على إسرائيل" كذريعة للتدخل الأميركي، دون استراتيجية خروج واضحة أو حسابات واقعية للخسائر.

السيناريو نفسه.. هل يتغيّر المصير؟
ربما لا يريد ترامب دخول حرب جديدة، وربما يستخدم نبرة التصعيد لكسب نقاط تفاوضية أو انتخابية، لكن التاريخ يُحذّر من خط رفيع بين التهويل والتورط.
فكما كتب المؤرخ الأميركي جيمس فالرز عن العراق:
"كل الحروب تبدأ بعبارة: نحن نعلم ما لا يعرفه الآخرون".
والسؤال اليوم: هل فعلاً تعلم واشنطن ما يكفي، أم أنها تعيد لعب دور تشيني من جديد؟