ما مدى قدرة قيادات فروع الأحزاب اليمنية في حضرموت على الدفاع عن استقلال حضرموت وحقوقها؟
مسعود عمشوش
ليس خفيا على أحد أن قيادات ومناصري جميع الأحزاب اليمنية ملتزمون 100% بما تنص عليه وثائق أحزابهم التي تجعل من حضرموت محافظة أو محافظتين من الجمهورية اليمنية الحالية أو الاتحادية (الموعودة).
وحتى اليوم لم يتجرأ أي من قيادات فروع تلك الأحزاب في حضرموت على التعبير في رغبته في فك الارتباط عن المركز. لذلك من الصعب علينا أن نعطي أي مصداقية لما تردده تلك العناصر -قيادت ومناصرين- عندما تزعم أنها تتبنى استقلال حضرموت بخريطتها المعروفة سنة 1967.
ومن اللافت حقا أن عددا كبيرا من تلك العناصر المتحزبة تنشط اليوم في مختلف وسائل التواصل الاجتماعي، وتحديدا في مجموعات الواتساب والفيس بوك، بصفتها الرسمية أو المموهة، لتدافع في المقام الأول عن أطروحات أحزابها وقياداتها المركزية، وتقوم بمهاجمة هذا الطرف أو ذاك من الأطراف التي تتنازع اليوم في حضرموت من أجل الاستحواذ على مقعد محافظ حضرموت أو إقناع دول التحاف بأحقيتها في تمثيل حضرموت، وبالتالي في الحصول على الدعم الخارجي، وبشكل رئيس المال.
وأقول هنا أن الدفاع عن حضرموت واستقلالها وحقوقها يقتضي المبادرة إلى نقد كل المآسي التي تسبب فيها إلحاق حضرموت باليمن في الماضي والحاضر، من تغيير ديموغرافي وفرض القات وتمكين كثير من النازحين والنازحات الذين تسببوا في ظهور كثير من العادات والأخلاق السيئة في معظم مدن وقرى حضرموت.
لماذا تسكت تلك العناصر عن الانتشار الواسع للقات؟ لماذا تسكت عن ظواهر الفساد والعربدة التي نشاهدها يوميا في شوارعنا وأسواقنا وعند أبواب مسشتفياتنا؟
لماذا لا تكتب تلك العناصر عن تاريخ حضرموت، أو تذكر بالمآسي التي تسبب فيها وصول اليمنيين إلى حضرموت في القرون الماضية؟
أرى أن الدفاع عن استقلال حضرموت وحقوقها يتطلب من جميع الحضارم المتحزبين وغير المتحزبين التعبير بصراحة عن رفضهم القاطع لإلحاق حضرموت بالجمهورية اليمنية الحالية أو الاتحادية المنشودة. وعندما يفعلون ذلك فقط سنصدق ما يرددونه في الواتس والفيس بوك حول استقلال حضرموت وحقوق حضرموت.