إهانة الرتب العسكرية

 

اتذكر يوماً أنني سألت والدي هذا السؤال يأبي ماذا تعني لك الرتب العسكرية لا سيما وأنت رجل عسكري وصاحب خبره طويلة في هذا المجال 

التفت إلي وقال لي يابني الرتب العسكرية تعني شرف عسكري وقيم عسكرية وأخلاق عسكرية أيضاً فقلت له ماذا يعني هذا الكلام يأبي 

أبتسم وقال لي من خاض في ميدان الكلية العسكرية سيعرف ماذا اقصد لذلك لاتحزن حين ترى الاغبياء يحصلون على هذه الرتب وهذه الشهادات العليا في هذا المجال 

يابني ليس كل من حمل على كتفيه رتبه أصبح ضابط أو قائد عسكري لاتعجب لما تراه يدور من حولك فنحن في زمن كن معي اعطك ماتشاء 

يابني نحن في زماننا كنا لا نصل الى هذا المستوى إلا بعد عناء طويل ومجهود كبير وليس بالأمر السهل الحصول عليها مهما كانت مكانتك في المجتمع 

كنا لانعرف طعم للراحة والاسترخاء فقط كان التعب والارهاق هو من يلازمنا في كل مكان أثناء الالتحاق بهذا الصرح الوطني الشامخ 

اتذكر يوماً يابني بأنني ذهبت يوماً إلى السوق وأنا لازلت طالب في الكلية العسكرية ولك أن تتخيل كيف كانت معاملة الناس لي عندما علموا بأنني طالب في الكلية العسكرية 

أتذكر حينها أنني شعرت بفخر واعتزاز وشموخ لكوني طالب في هذا الصرح الوطني الشامخ والمهيب كيف لا وهو حينما كان يشاهد الناس ضابط في السوق وهو فقط يحمل أدنى رتبة من الرتب العسكرية كيف يكون استقباله 

تلك الابتسامات والترحيبات وذاك التواضع والمسرات من عامة الناس صغيرهم قبل كبيرهم 

ولكن ما نراه اليوم يعكس ما كنا نشاهده من قبل فحال مؤسساتنا العسكرية والأمنية أصبح محزن للغاية رتب عسكرية يرتديها من ليس عنده أي كفاءة وشهادات عاليا أصبحت تباع على قارعة الطريق 

لذلك أصبحت الرتب العسكرية والمناصب العسكرية العليا لا تعني شيئاً فحين تذهب هيبة المؤسسة العسكرية تذهب هيبة الرتب العسكرية أيضاً