نحن بحاجة لثورة غضب تُوقِظ أرواحنا المستنزفة

ثورة الغضب ليست مجرد لحظة انفجار، إنها تراكم الصمت، واحتباس الدمع، وسنوات من كتم الأنفاس خلف أقنعة الاحتمال..

الغضب لا يولد فجأة، بل يُربّى في زوايا القلب المهملة، حيث تسكن الكلمات التي لم تُقَل، والمواقف التي لم تُفهَم، والكرامة التي انحنت مرات كثيرة ثم نهضت مرة أخيرة لا تشبه ما قبلها..

الغضب ليس شراً دائماً، بل أحياناً هو يقظة الروح حين تُستنزف، هو الرفض لِما لم يعد يُحتمل، هو صيحة الجدار حين تتوالى الطعنات عليه ويُطلب منه أن يبقى قائماً صامتاً لا يئن..

ثورة الغضب ليست للخراب، بل للتذكير بأن الإنسان ليس آلة، وأن الصبر له حدود وفترة صلاحية.. 

لا تخف من غضبك، بل خف أن تبتلع كل شيء، أن تبتسم بينما داخلك يتآكل..

خف أن تُرَبّى على التصالح مع الأذى، وأن تُقنِع نفسك أن النور يكمن في الصمت بينما الظلمة تأكلك.. 

ثورة الغضب ليست وحشاً يجب قتله، بل نار يجب أن تُفهَم.. لا تسارع بإطفائها دون أن تفهم سبب اشتعالها..

ثورة الغضب حين تتكلم الكرامة وتنطق الجروح التي لطالما سكتت.. هي نور لا ناراً، وسيف يدافع عن الحق لا خنجراً يطعن بغدر.. هي بوابة للتغيير لا صرخة في الفراغ، وجسر نحو النور لا حائطاً للدمار..