التطورات الميدانية الأخيرة تعيد طرح السؤال.. هل يتجه (الجنوب) ليعود دولةً مستقلة؟!
(الأول) متابعة خاصة:
أعادت التطورات العسكرية والسياسية الأخيرة في جنوب اليمن، خاصة بعد توسع نفوذ المجلس الانتقالي الجنوبي شرقاً، طرح تساؤلات جدية على الساحة الدولية حول إمكانية عودة دولة جنوب اليمن المستقلة. جاء ذلك في تقرير تحليلي نشرته منصة Visegrád24 المتخصصة في الشؤون الدولية.
وأكد التقرير أن العمليات الميدانية التي أطلقتها قوات تابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي في مطلع ديسمبر الجاري، والتي بسطت سيطرتها على مناطق في حضرموت والمهرة، عززت من موقع المجلس السياسي مقابل تراجع دور الحكومة اليمنية ومؤسسات مجلس القيادة الرئاسي.
الزُبيدي للأطراف الغربية: "حق سيادي غير قابل للتجزئة"
في رسالة مباشرة للدول الغربية، وصف رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء عيدروس الزُبيدي، الجنوبيين بأنهم "شعب محب للسلام" ويرفض الإرهاب والإسلام السياسي، داعياً المجتمع الدولي لدعم تطلعات الجنوب السياسية.
ووجه الزُبيدي اتهاماً مباشراً لمجلس القيادة الرئاسي بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين عبر إشراك حزب الإصلاح. ووصف تحركات الانتقالي بأنها تأتي في إطار "تحرير الدولة التاريخية في جنوب الجزيرة العربية" الممتدة من عدن إلى المهرة، معتبراً ذلك "حقاً سيادياً غير قابل للتجزئة". كما شدد على أن وحدة الجنوب "غير قابلة للتفاوض"، رافضاً أي محاولات لتقسيم المحافظات الشرقية.
ضعف الشرعية والمكاسب الميدانية
لفت التقرير إلى أن هذا التصعيد يأتي في وقت أصدر فيه برلمان مجلس القيادة الرئاسي بياناً يدين التقدم العسكري للانتقالي ويحذر من تصاعد العنف، في حين يعاني البرلمان نفسه من ضعف الحضور الفعلي وبقاء معظم أعضائه خارج البلاد.
وخلص تقرير Visegrád24 إلى أن المكاسب الميدانية التي حققها المجلس الانتقالي الجنوبي عززت من موقعه السياسي، في مقابل تراجع شرعية مؤسسات مجلس القيادة الرئاسي، التي تواجه انتقادات حادة لفشلها في مواجهة جماعة الحوثيين المدعومة من إيران وفي إدارة الملفات الأمنية والسياسية.
وأشار التقرير إلى أن سيطرة قوات المجلس الانتقالي على مجمل المحافظات الجنوبية تفتح الباب أمام سيناريو التوجه نحو خطوات رسمية لإعادة إعلان دولة جنوب اليمن، في حال استمرت موازين القوى على حالها.
