وكيل قطاع الإرشاد في وزارة الأوقاف: الخوض في السياسة أمر خاضع للمصلحة الشرعية
أجرى الحوار / د. الخضر عبدالله :
.
في هذا الحوار يرد وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد “ياسر الزفار” عن عدد من التساؤلات المتعلقة بقطاع الإرشاد في الوزارة، وواقع الخطاب الديني، وتعدد المنابر وجهود الوزارة لتطوير الخطاب.
ويتطرق الحوار إلى رأي وكيل وزارة الأوقاف لقطاع الإرشاد كتحريم بعض الجماعات الدينية للسياسة، والخصومات القائمة بين التيارات الدينية، والمد الشيعي الذي يحاول الاتساع في المحافظات اليمنية وقضايا أخرى.
إلى الحوار:
باعتباركم وكيلا لقطاع الإرشاد في وزارة الأوقاف والإرشاد .. هل أنتم راضون عما تقومون به في هذا الجانب؟
أشكر لكم إتاحة هذه الفرصة للحوار في موقع ( الأول) الموقر، وبالنسبة لسؤالك ،نحن نقوم بكل ما نستطيع القيام به في إطار ما هو ممكن ومتاح ويبقى التقصير موجوداً والسعي لإصلاحه موجود أيضا.
ماهي المقترحات التي تقدمتم بها للوزارة لتطوير العمل الإرشادي والارتقاء به؟
قدمنا العديد من خطط ومقترحات التطوير ومنها: إعادة هيكلة قطاع الإرشاد، وتزويد إدارة الإرشاد بالكوادر المتخصصة والمؤهلة، وإنشاء قاعدة بيانات شاملة للمرشدين والدعاة، وإيجاد الآلية المناسبة لمتابعة وتقييم أنشطة الدعاة والمرشدين والأئمة والخطباء والجمعيات والمؤسسات الدينية، وتكوين لجان متخصصة للفتوى وغيرها من المقترحات.
كيف تقيمون الخطاب الديني لوزارة الأوقاف في ظل وجود من يرى أنه خطاب تقليدي؟
الخطاب الديني لوزارة الأوقاف خطاب وسطي معتدل ينبذ الفرقة والخلافات والعصبية والعنصرية والسلالية ويعزز القيم والمبادئ الإسلامية والوطنية.
وقد يكون محقا من يقول إن الخطاب الديني لوزارة الأوقاف ما يزال تقليدياً، ولذلك نحن جعلنا من وألوياتنا وأحد أهم الأهداف لدينا، ونرى ذلك حاجة ملحة، هو ترشيد هذا الخطاب وتطويره و الإرتقاء به.
وفي سياق الخطاب الديني فإننا نؤكد على أهمية الوسطية الابتعاد عن الخطاب المتشدد والغلو الذي يدفع الشباب إلى التطرف، ونحن في وزارة الأوقاف نسعى لترسيخ خطاب ديني وسطي معتدل منسجم مع تعاليم الإسلام السمحة.
كيف تعلقون على موقف بعض الجماعات الدينية الداعية إلى تحريم الخوض في السياسة؟
أنا أرى أن الخوض في السياسة أمر خاضع للمصلحة الشرعية، بمعنى أننا قد نرى اليوم أن المشاركة السياسية مجدية فنخوض فيها ،وقد نرى غدا أنها غير مجدية فنحجم عنها.
من وجهة نظركم لماذا هذه الخصومة المفرطة بين التيارات الدينية قد تفوق في بعضها خصومة داحس والغبراء؟
أيا كان السبب المؤدي لذلك، من وجهة نظري هذا أمر لا ينبغي أن يكون ولا يجوز أن يصل إلى هذا الحد؛ لأن الله تبارك وتعالى قد أمر الأمة كلها بالاجتماع والائتلاف ووحدة الكلمة ورص الصفوف ونبذ التنازع والتفرق والاختلاف وترك الشقاق والتناحر، فقال سبحانه : ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا))
كيف تفسرون تعدد المنابر الدينية وهل له انعكاس سلبي على المجتمع؟
هذا التعدد سببه تعدد المشارب والمناهل واختلاف المناهج والمدارس الفكرية، وهذا بالتأكيد ينعكس سلبا على المجتمع فيسبب له الفوضى ويزرع فيه الانشقاقات والتفرقة، ويعزز التشتت والإنقسام بين أفراده.
هل ترى أن الخطباء التابعين لوزارة الأوقاف مؤهلون؟
ليس كلهم ،ومع ذلك نحن أعددنا مجموعة من البرامج التأهيلية والتدريبية لتنفذ ضمن خطة الوزارة لهذا العام ٢٠٢٤م بمشيئة الله تعالى.
كثيرون يبدون قلقاً من التمدد الشيعي في عدد من المحافظات اليمنية .. هل تشاطرونهم هذا القلق.. وما موقفكم تجاه هذا التمدد؟
نعم نشاطرهم هذا القلق ،لكون هذا التمدد يشكل خطرا كبيرا على السلم الأهلي في المجتمع اليمني ،لما يحمله من مشروع تخريبي وتدميري للبلاد، وموقفنا تجاهه هو مواجهته بشتى الطرق والسبل الممكنة، ونرى ذلك واجباً دينياً ووطنياً وإنسانياً.
ماهي الكلمة التي توجهها للخطباء والمرشدين؟
أقول لجميع العاملين في الحقل الإرشادي أن يدعوا الناس بالحكمة والموعظة الحسنة، وأن يلتزموا بآداب النصيحة، ويبتعدوا عن التجريح والتشهير والإساءة إلى الأشخاص والهيئات، وكذا الابتعاد عن العصبية الحزبية والمذهبية والقبلية والمناطقية.
وفي الختام أكرر شكري لكم ،والله أسألأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه ،وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.