الرئيس عيدروس الزُبيدي في الذاكرة السياسية (3).. مؤسس الأحزمة الأمنية ومثبت دعائم الكيان العسكري الجنوبي 

يواصل "الأول"، في عدة حلقات، سرد أهم المراحل والمنعطفات من مسيرة الرئيس القائد عيدروس بن قاسم الزُبيدي، رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية، نائب رئيس المجلس الرئاسي

الرئيس عيدروس الزُبيدي في الذاكرة السياسية (3).. مؤسس الأحزمة الأمنية ومثبت دعائم الكيان العسكري الجنوبي 

(الأول) إعداد / د. الخضر عبدالله:

 فبعد أن تحدثنا في الحلقة الثانية عن تبني الزبيدي للتسامح الجنوبي وحق المصير، والتفاصيل الكاملة لقصة محاولة اغتيال الرئيس الزُبيدي، وإعلان الزبيدي عن عودة النشاط المسلح لحركة "حق تقرير المصير" بالجنوب، وكيفية تشكيل النواة الأولى للمقاومة الجنوبية، ومحاولة ميليشيا الحوثي اغتيال الزبيدي عبر كمين مسلح ومحكم بالمسيمير ونجاته منه بأعجوبة، سنتحدث في الحلقة الثالثة عن تأسيس الزبيدي للأحزمة الأمنية، وأهم ما أنجز، وقيادة الزبيدي باقتدار القوات الجنوبية وسط عواصف ومؤامرات وحروب متعددة، ودعوته جميع القوى السياسية والمقاومة بالجنوب لسرعة تشكيل كيان سياسي، وغيرها...

تأسيس الأحزمة الأمنية

عقب تحرير لحج والعاصمة الجنوبية عدن التقى بقيادات من المقاومة الجنوبية، لبناء القوات المسلحة الجنوبية من الصفر وتأسيس قوة عسكرية عريضة، فكانت قوات الأحزمة الأمنية والدعم والإسناد وقوات العاصفة والنخب أهم قوة ضاربة داخل القوات الجنوبية التي تنتشر في جبهات عدة أبرزها الضالع ولحج وتؤمِّن مختلف محافظات الجنوب وأهمها عدن.

الرئيس القائد عيدروس الزُبيدي يفتتح مقر الأكاديمية العسكرية العُليا بالعاصمة عدن

 إنجاز مع محاولات اغتيال

تولى القائد (عيدروس الزبيدي) السلطة في عدن وأغلب مديرياتها تحت سيطرة عناصر إرهابية ومسلحين محليين، وتعرض لأكثر من أربع محاولات اغتيال، منها 3 بعربات مفخخة، تبناها ما يُعرف بتنظيم الدولة الإسلامية.
وفي منتصف مارس 2016م أطلقت قوات الأمن في عدن عملية عسكرية واسعة لتأمين مديرية المنصورة بعد سلسلة من أعمال القتل والاغتيال شبه اليومي من قبل المسلحين، وفي اليوم التاسع والعشرين من الشهر نفسه استكملت القوات الأمنية العملية وسيطرت على المديرية بالكامل.

انتزاع منشأة النفط

وشهدت مدينة عدن انهياراً كاملاً في الخدمات الأساسية، ومنها انقطاع خدمة الكهرباء لفترات طويلة جداً، وعلى إثر ذلك التدهور المتسارع وصمت الحكومة اليمنية، غادر عيدروس عدن إلى الإمارات العربية المتحدة في مهمة عمل وأثمرت جهوده عن دعم الإمارات لكهرباء عدن بمولِّدات وتجهيزات لازمة بخمسين ميجا وات.
كمااستطاع القائد (الزبيدي) وفي أول إنجاز من نوعه في بلد غارق في الفساد، من انتزاع منشأة النفط في منطقة حجيف بعد مرور أكثر من 16 عاماً من خصخصتها لمصلحة رجل الأعمال اليمني توفيق عبد الرحيم.

دوره في السياسة

وأظهر (عيدروس) مرونة كبيرة في الجانب السياسي، ونظم مظاهرة حاشدة مؤيدة للرئيس عبدربه منصور هادي في ساحة العروض بعدن، المظاهرة نددت بخطة الأمم المتحدة للسلام باليمن ورفضت مقترحات المبعوث الدولي لليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد.
وفي العاشر من سبتمبر 2016م دعا عيدروس جميع القوى السياسية والمقاومة في الجنوب إلى سرعة تشكيل كيان سياسي نداً للتيارات السياسية في الشمال.
وخلال مؤتمر صحفي دعا الزبيدي الرئيس عبدربه منصور هادي ودول التحالف إلى دعم توجهات الجنوبيين في إعلان كيانهم السياسي في محافظات الجنوب المحررة، الذي يعبر عن تطلعاتهم ويمثلهم في الحكومة وفي أي مفاوضات سياسية مستقبلية.

إقالته من المحافظة

في السابع من ديسمبر 2015م أصدر الرئيس السابق عبد ربه منصور هادي قرارًا جمهوريًا يقضي بتعيين اللواء عيدروس الزبيدي محافظاً للعاصمة عدن، خلفاً للواء جعفر محمد سعد الذي اغتيل بسيارة مفخخة.. في ظل شغل الزبيدي بمنصب محافظ العاصمة الجنوبية عدن، وفي نفس الوقت كان يعمل جاهدًا لتأسيس حامل سياسي لقضة الجنوب، لكن الرئيس السابق عبدربه منصور هادي أقاله في 27 أبريل 2017 وعينه بمنصب سفير في وزارة الخارجية قبل أن يعلن العام نفسه تأسيس المجلس الانتقالي على خطى الانتصار للقضية الجنوبية.

الرئيس اسابق عبدربه منصور هادي والقائد الزبيدي في ميناء عدن

النجاح وسط المؤامرات

وقاد (الزبيدي) بجدارة واقتدار المجلس الانتقالي والقوات المسلحة الجنوبية وشعب الجنوب وسط عواصف ومؤامرات وحروب متعددة شنتها عصابات ومليشيا الحوثيين والإخونج والفساد.
وخلال المشاورات اليمنية - اليمنية في الرياض تحت مظلة مجلس التعاون الخليجي أظهر الزبيدي ورفاقه في الانتقالي انفتاحه على كل الأطراف شمالا وجنوبا لدعم أي مسارات للسلام تراعي خصوصية القضية الجنوبية.
وفي لقاءات عقدت على هامش الحوار في الرياض أظهر الرجل موقفًا موحدًا للجنوبيين في خطوة عكست رسائل سياسية عدة لأطماع الخراب الرامية إلى ابتلاع محافظات الجنوب التي لفظت باكرًا مليشيات الحوثي ونظيرتها الإخوانية.
وكان أبرز ذلك تبادل اللقاءات بين رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، الحامل السياسي للقضية الجنوبية وصاحب القوة الفاعلة على الأرض عيدروس الزبيدي، مع رئيس الائتلاف الوطني الجنوبي، رجل الأعمال أحمد العيسي، فضلا عن انخراط قيادات سياسية ومسؤولين بارزين في الشرعية بهذه اللقاءات.
وعلى مستوى المعركة لاستعادة الشمال اليمني الخاضع غالبيته لسيطرة من مليشيات الحوثي بما فيه صنعاء بالسلم أو بالحرب أكد المجلس الانتقالي الجنوبي بشكل متكرر دعمه لأي مسار على أن يتم ذلك بعد الاعتراف بالقضية الجنوبية وأن يدير الجنوبيون شؤون محافظاتهم.

السير في طريق آمن

القائد (الزبيدي) الذي أصبح فيما بعد رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي، قال ذات يوم وهو يخاطب شعب الجنوب: "سنمضي بكم في طريق آمن" مؤكدا أن الطريق مليء بالأشواك ومحفوف بالمخاطر، ولكنه سوف يكرس وقته وجهده للسير بشعب الجنوب في طريق آمن للوصول إلى تحقيق آماله وتطلعاته باستعادة دولته وفك الارتباط عن الجمهورية العربية اليمنية.
وبعد مضي ست سنوات منذ أعلن شعب الجنوب تفويضه للقائد (الزبيدي) لقيادة سفينة الجنوب صوب تحقيق الهدف المنشود الذي قدم الجنوبيون في سبيل تحقيقه آلاف الشهداء والجرحى، تحقق الكثير من الخطوات نحو استعادة دولة الجنوب كاملة السيادة.