يحيى صلاح.. منارة الأمل وصرح الشجاعة
حاولتُ أن أكتب عن عملاق اليمن ودرعه الصلب، خواطر تنثرها صفحات الضياء التي صوّرها بأفعاله، لكنني شعرتُ بأنني لستُ في مقامٍ يليق بكتابة عن شخصٍ أعطى وما زال يعطي الوطن كلّ شيء. وقف في أحلك الظروف كالطود العظيم، وتصلّبت مواقفه وثباته، فأبى قلمي إلا أن يكسر حاجز الصمت ويرفع شراع الشجاعة والبطولة، ليكتب ما يستطيع عن وطن بحجم الوطن.
لعلكم تعرفونه، فهذه الصفات لا تتوفر إلا في قلةٍ من القادة الوطنيين كاللواء يحيى صلاح، قائد المنطقة العسكرية الخامسة. مسيرته عصارة ناضجة من تجارب الحياة، لا يعرف المتاجرة بالقضايا، ولا المساومة بالمواقف، ولا المهادنة مع العدو. فالشمس تمنحه كل يوم عند بزوغ فجر جديد شهادة وفاء ووثيقة عرفان، ووسام شرف لمواقفه النبيلة ووفاءه الكبير لواجبه ومبادئه. يحمل هم أمته متنكرًا لنفسه، دون إقناع أو قناعة، ويدرك حجم رسالته وخطورة وعظمة وقدسية قضيته. سيمفونية فخر يعزف عليها كل منتسبي الجيش الوطني الشرفاء، حامي الحمى، ودرع الوطن الواقي من كل متربص ومتاجر.
"لا ينحني أو ينكسر أمام المتغيرات، يعرف الجميع مواقفه البطولية في جميع جبهات القتال، ابتداءً من حروب صعدة وانتهاءً بمعركة استعادة الجمهورية اليوم. قائد ذو حنكة وحكمة، فهذه سمة خاصة تعلمها منذ بداية مدرسة الحياة. أثبتت مواقفه أنه من الشخصيات الكبيرة القليلة التي يشعر بها المرء بالأصالة والقيم والمبادئ الإنسانية، وأهم ما يميزه عدم التفريط بالثوابت الوطنية. استطاع أن يشق طريقه في أحلك الظروف السياسية وأبحر وتخطى الأمواج والعواصف بدهاء."
"اللواء يحيى صلاح نعرفه مناصراً مؤيداً للحق دوماً، لا يعرف علو منزلته وشرف نضاله وسعة حكمته وحسن تصرفه إلا من قرأ صفحات مسيرته وتتبع حياته النضالية، ويكفي أن يقف المرء أمام الأحداث الأخيرة في اليمن ليتبين له كم هو قائداً محباً لوطنه."
"ليس المقام ولا الموقف مقام استعراض لكل مواقفه البطولية والنضالية النبيلة تجاه الوطن، فهي أكبر من أن يكتب عنها شخص مثلي، وهي أوسع أن تتسع لها مجلدات، لأن الحديث عن مواقف قائد بحجمه، يحتاج إلى صفحات مفتوحة لا تقيدها الأحرف والسطور. والذي يرى أن حياة قائد عسكري بحجمه ومسيرة نضاله الوطني تستوعبها الأسطر وتنطق بها الأحرف، فهو كالتائه في الصحراء، كلما قطع فيافيها للخروج منها، زاد تيهاً في طريقه، وزادت هي اتساعًا أمامه.
"سر في رعاية الله، أيها الممتطي لسرج العز، يا من لا ترغب إلا في العيش في قمم العزة وأروقة الكرامة، بعيدًا عن بريق المجاملات وصخب المديح. تعمل ليلاً ونهارًا لاستعادة دولة ووطن، وتناضل من أجل مستقبل يمنٍ جديد وعهد جديد لا مكان فيه للظلم ولا مجال للفساد، ولا تسامح مع المقصرين. وطن نتنفس فيه نسائم الخير ورياحين السلام، ويتجدد فيه روح التلاحم بين أبنائه على أساس المواطنة المتساوية وتحقيق الأمن والاستقرار.