صدام بين حاكم ولاية وعضو في الكونغرس شارك الطلاب المظاهرات (فيديو)
شهدت ولاية تكساس الأمريكية خلافات حادة بعد اعتقال الشرطة العشرات من متظاهري الجامعات المطالبين بوقف الحرب في قطاع غزة، بناءً على أوامر حاكم الولاية، غريغ أبوت؛ الأمر الذي أثار حفيظة عضو الكونغرس، غريغ كاسار، ليشارك في المظاهرات مع الطلاب المحتجين بجامعة تكساس.
وقال حاكم ولاية تكساس غريغ أبوت، عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، إن المتظاهرين "ينتمون إلى السجن"، وإنه يجب طرد أي طلاب يشاركون في "احتجاجات مليئة بالكراهية ومعادية للسامية" في الكليات العامة.
صحيفة "واشنطن بوست" أوضحت، في تقرير لها، أنه مع انتشار أنباء مفادها أن المتظاهرين المؤيدين للفلسطينيين كانوا يخططون لاحتلال حديقة في حرم جامعة تكساس، قام الحاكم غريغ أبوت بخطوة وصفتها الصحيفة بـ"الدراماتيكية"؛ وهي استدعاء أكثر من 100 من قوات الولاية وإصدار أوامر بإخلائهم.
واندلعت اشتباكات جديدة بين الشرطة والطلاب المعارضين للحرب الإسرائيلية على غزة؛ ما أثار تساؤلات بشأن الأساليب العنيفة المستخدمة لقمع الاحتجاجات التي زادت منذ اعتقال العشرات في جامعة كولومبيا الأسبوع الماضي.
مسدسات كهربائية وغاز مسيل للدموع
يقول نشطاء إنه على مدار اليومين الماضيين، استخدمت سلطات إنفاذ القانون، بناءً على طلب من إدارات الكليات، مسدسات الصعق الكهربائي والغاز المسيل للدموع ضد الطلاب المتظاهرين في جامعة إيموري في أتلانتا، بينما فرّق أفراد شرطة يرتدون ملابس مكافحة الشغب ويمتطون الخيول المظاهرات في جامعة تكساس بأوستن.
وفي كولومبيا مركز الحركة الاحتجاجية، وصل مسؤولو الجامعة إلى طريق مسدود مع الطلاب بشأن إزالة مخيم أقيم قبل أسبوعين؛ احتجاجا على الهجوم الإسرائيلي على غزة.
ومنحت الإدارة الطلاب المتظاهرين حتى يوم أمس الجمعة للتوصل إلى اتفاق.
ويبدو أن جامعات أخرى عازمة على منع تنظيم مظاهرات مماثلة تستمر لفترة طويلة، واختارت الاستعانة بالشرطة لتفريقها بسرعة، وفي بعض الحالات، بالقوة.
ووفق رويترز، اعتقلت السلطات ما يقرب من 550 شخصا في الأيام الماضية من الجامعات الأمريكية الرئيسية فيما يتعلق بالاحتجاجات على حرب غزة، وفقا لإحصاء رويترز. وقالت إدارات الجامعات إن المظاهرات غالبا ما تكون غير مرخصة؛ لذا تدعو الشرطة إلى فضها.
حملة اعتقالات
وقالت جامعة إيموري إن الشرطة اعتقلت 28 شخصا في حرمها الجامعي، بعد أن بدأ المتظاهرون في نصب خيمة في محاولة لمحاكاة رمز الحراك الحالي في جامعة كولومبيا وغيرها.
وقال الفرع المحلي لمنظمة "صوت يهودي من أجل السلام" إن الشرطة استخدمت الغاز المسيل للدموع والصعق الكهربائي لتفريق المظاهرة، واحتجزت بعض المتظاهرين. وأقرت شرطة أتلانتا باستخدام "المهيجات الكيميائية" لكنها نفت استخدام الرصاص المطاطي.
وأظهر مقطع فيديو بثته قناة أمريكية اشتباكا بين الشرطة وبعض المتظاهرين، واستخدم الشرطيون خلاله مسدسَ صعق على ما يبدو للسيطرة على شخص، فيما تصارع آخرون مع متظاهرين على الأرض قبل اقتيادهم بعيدا.
وقالت شيريل إليوت، نائبة رئيس جامعة إيموري للسلامة العامة، في بيان: "هدفنا الأساسي هو تطهير المنطقة من المخيم المثير للمشكلات مع محاسبة الأفراد أمام القانون".
فيما أثار مكتب الجمعية الوطنية للنهوض بالملونين في جورجيا تساؤلات بشأن ما وصفه بأنه "استخدام واضح للقوة المفرطة" ضد أشخاص يمارسون حرية التعبير.
وأضاف: "يجب اعتبار استخدام القوة ملاذا أخيرا فقط، ويجب أن يكون متناسبا مع التهديد القائم".
وفي مشهد مماثل، اقتحم أفراد الشرطة مخيما أقيم حديثا في جامعة برينستون بولاية نيوجيرزي، حسبما أظهرت مقاطع مصورة على وسائل التواصل الاجتماعي.
وأفادت وسائل الإعلام والسلطات بإزالة شرطة بوسطن معسكرا مؤيدا للفلسطينيين أقامه طلاب إيمرسون كوليدج، واعتقال أكثر من 100 شخص.
وفي جامعة جنوب كاليفورنيا، حيث ألقي القبض على 93 شخصا يوم الأربعاء، أعلنت الإدارة إلغاء حفل التخرج الرئيسي المقرر في 10 مايو أيار، قائلة إن الإجراءات الأمنية المفروضة حديثا ستؤخر كثيرا دخول الحضور.
WATCH: I just spoke to UT students protesting for peace in Gaza.
"We must continue raising our voices, because no matter what Greg Abbott says, our movement is rooted in love." pic.twitter.com/ZKGzX1Svzp — Greg Casar (@GregCasar) April 25, 2024
"تقارير مثيرة للقلق"
ونددت هيومن رايتس ووتش واتحاد الحريات المدنية الأمريكي باعتقال المتظاهرين، وحثا السلطات على احترام حقوقهم في حرية التعبير.
لكن بعض الجمهوريين في الكونغرس اتهموا إدارات الجامعات بإعطاء الفرصة لمضايقة الطلاب اليهود؛ ما زاد الضغط عليها لتسيطر بصرامة على أي مظاهرات، ومنع أي مخيم يستمر طويلا.
وقال وزير التعليم الأمريكي ميجال كاردونا، الخميس، إن وزارته تراقب من كثب الاحتجاجات، بما في ذلك ما وصفها بأنها "تقارير مثيرة للقلق بشدة عن معاداة السامية".
ردا على ذلك، نفت مجموعات النشطاء بشدة أن تكون الاحتجاجات معادية للسامية. وتقول إن هدفها هو الضغط على الجامعات حتى تسحب استثماراتها من الشركات التي تساهم في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة.