ما العلاقة بين تناول أطعمة غنية بالسكر والاكتئاب والنوم؟
كشفت دراسة حديثة، عن وجود علاقة مقنعة بين زيادة تناول المنتجات النهائية لعملية التسكر المتقدمة (AGEs) وزيادة أعراض الاكتئاب إلى جانب انخفاض جودة النوم.
وتؤكد نتائج الدراسة، التي شارك بها طلاب الجامعات في تركيا، ونشر نتائجها موقع psypost، التداعيات المحتملة للعادات الغذائية على الصحة العقلية وأنماط النوم.
وتعتبر المنتجات النهائية لعملية التسكر المتقدمة (AGEs) مركبات ضارة تظهر عندما تندمج البروتينات أو الدهون مع السكريات، وهي عملية تعرف باسم "تفاعل ميلارد".
ولا تتشكل هذه المركبات داخليًّا داخل الجسم نتيجة العمليات الأيضية فحسب، بل تنتشر أيضًا في الأطعمة، خاصة تلك التي تتعرض لطرق طهي عالية الحرارة، مثل: الشوي أو القلي أو الخبز.
وفي فحصهم الدقيق، حدد الباحثون أكثر من 30 صنفًا من المنتجات النهائية لعملية التسكر المتقدمة، نصفها تقريبًا ينشأ من مصادر الغذاء.
وتشمل الأمثلة البارزة الكاربوكسي ميثيل الإيزين (CML) و (CEL)، الموجودين بكثرة في اللحوم عالية الدهون ومنتجات الألبان.
وتسهم هذه المنتجات بشكل كبير في الخصائص الحسية للأطعمة، بما في ذلك الرائحة واللون والطعم.
وأوضحت الأبحاث السابقة دور المنتجات النهائية لعملية التسكر المتقدمة في تفاقم الأمراض المزمنة المختلفة المرتبطة بالعمر، مثل: أمراض القلب والأوعية الدموية، وأمراض الكلى، ومرض الزهايمر.
ويرجع ذلك في المقام الأول إلى ميلها إلى إحداث الإجهاد التأكسدي والالتهابات. وعلى هذا الأساس، سعى مؤلفو الدراسة إلى استكشاف العلاقة بين هذه المنتجات الغذائية وأعراض الاكتئاب واضطرابات النوم.
وشملت الدراسة 420 طالبًا، تتراوح أعمارهم بين 19 و24 عامًا، مع تمثيل نسائي بنسبة 80%، وخضع المشاركون لتقييمات شاملة باستخدام أدوات، مثل: فحص الالتزام بالنظام الغذائي لمنطقة البحر الأبيض المتوسط (MEDAS)، ومؤشر جودة النوم في بيتسبرغ، ومقياس بيك للاكتئاب.
بالإضافة إلى ذلك، قدموا بيانات عما تناولوه من أغذية خلال الـ 24 ساعة السابقة، إلى جانب التفاصيل الاجتماعية والديموغرافية ذات الصلة.
وعند تقسيم المشاركين إلى مجموعات منخفضة ومتوسطة وعالية العمر بناءً على البيانات الغذائية المجمعة، رصد الباحثون اتجاهًا محددًا.
وأظهر الطلاب الذين تناولوا كمية مرتفعة من المنتجات النهائية لعملية التسكر المتقدمة، أعراضَ اكتئاب شديدة وضعفًا في جودة النوم، رغم استهلاك المغذيات الكبيرة والطاقة المماثلة عبر المجموعات.
وافترضت الدراسة وجود صلة جوهرية بين المدخول الغذائي من هذه المنتجات وظهور أعراض الاكتئاب واضطرابات النوم بين الطلاب.
وتجدر الإشارة إلى أنه لم يتم ملاحظة وجود علاقة ذات دلالة إحصائية بين عمر الأفراد والالتزام بالنظام الغذائي للبحر الأبيض المتوسط.