أمريكا تخوض "حرب تجسس" مع الصين في أعماق البحار
أعرب مسؤولون أمريكيون عن مخاوف من تعرّض كابلات الإنترنت البحرية في المحيط الهادئ للتجسس من الشركات الصينية.
وحسب صحيفة "وول ستريت جورنال"، أثار مسؤولون أمريكيون، مخاوف جدية من تعرض الكابلات البحرية، التي تنقل حركة الإنترنت عبر المحيط الهادئ، للتجسس من سفن الإصلاح التابعة لشركة "SBSS" المملوكة للحكومة الصينية.
ويقول المسؤولون الأمريكيون إن الكابلات تحت الماء معرضة للعبث عندما يتم إحضارها إلى السطح لإصلاحها.
تهديد أمني
وأفاد خبراء الصناعة بأن الاستفادة من تدفقات البيانات العالمية لا تزال أسهل بكثير على الأرض، لكن الإصلاح في البحر يمكن أن يوفر فرصة لتثبيت جهاز لتعطيل الكابل عن بعد، أو لدراسة التكنولوجيا في أجهزة إعادة الإرسال المتقدمة التي تقوم شركات أخرى بتركيبها.
وأكد المسؤولون أنفسهم، أن سفن إصلاح الكابلات تشكل تهديدًا أمنيًّا؛ لأنها يمكن أن تشارك في التنصّت السري على تدفقات البيانات تحت سطح البحر، أو رسم خرائط لقاع المحيط لإجراء استطلاع على وصلات الاتصالات العسكرية الأمريكية، أو سرقة الملكية الفكرية القيّمة المستخدمة في معدات الكابلات. كما إن السفن يمكنها أيضًا مد كابلات للجيش الصيني.
وأضاف المسؤولون، أنهم قلقون بشكل خاص بشأن أمن الكابلات التي تحمل بيانات حساسة إلى القواعد الأمريكية والأصول العسكرية الأخرى في المحيط الهادئ وفي جميع أنحاء العالم. ورغم أنها مشفرة، فإنها يمكن أن تمر عبر خطوط الإنترنت التجارية.
ولمنع الانقطاعات بسبب الخطوط التالفة، تقوم الحكومة الأمريكية بتمويل العديد من مشاريع الكابلات في المحيط الهادئ بالتعاون مع شركات الإنترنت الأمريكية، مثل: "غوغل".
وقالت "غوغل" هذا العام إنها "تستثمر مليار دولار في كابلات جديدة ومشروعات بنية تحتية أخرى في المنطقة".
مخاوف أمريكية
وأشارت الصحيفة إلى أنه تم إنشاء شركة "أس بي أس أس" في عام 1995 كمشروع مشترك صيني بريطاني. وتمتلك شركة "تشاينا تيليكوم" المملوكة للدولة منذ فترة طويلة 51% من الأعمال، وهي بصدد شراء الباقي من شركة "غلوبال مارين سيستمز" ومقرها المملكة المتحدة، وفقًا لأشخاص مطلعين على الأمر. ويعمل أحد أعضاء الحزب الشيوعي الصيني في فريق إدارة "SBSS"، وفقًا لموقع الشركة على الإنترنت.
ورغم أن الولايات المتحدة أوقفت في عام 2021 تراخيص شركة "تشاينا تيليكوم"، بحجة أنها تخضع "للاستغلال والنفوذ والسيطرة من الحكومة الصينية"، فإن هذه الخطوة لم تؤثر على قدرة الشركات الأمريكية على استخدام اتحاد إصلاح الكابلات الذي يضم شركة "أس بي أس أس".
وبدورها، قالت الصين عبر سفارتها في واشنطن، إنها ليست على علم بمخاوف الولايات المتحدة بشأن شركة "أس بي أس أس".
وقال المتحدث باسم السفارة الصينية في واشنطن: "ليس من الخطأ أن تقوم الشركات الصينية بأعمالها العادية وفقًا للقانون. ونحن نعارض بشدة قيام الولايات المتحدة بتعميم مفهوم الأمن القومي، ومهاجمة وتشويه سمعة الشركات الصينية".