«التربة» بتعز… ملاذ للهروب من حر الصيف في عدن

في العام الماضي، نشرت هالة فؤاد في صفحتها على الفيسبوك أنها تعتزم تنظيم رحلة سياحية من عدن إلى مدينة التربة لأول مرة. بعد الإعلان، اتصلت بعض النساء لـ هالة، وطلبن الانضمام إلى الرحلة. كان المبلغ المطلوب من كل مشاركة 50 دولار، لتغطية نفقات النقل والإقامة لمدة أربعة أيام.

«التربة» بتعز… ملاذ للهروب من حر الصيف في عدن

تقرير/ أحمد عبد المنعم:

انطلقت الرحلة من عدن بتسع نساء مع أطفالهن، وتوجهن صوب مديرية التربة التي تبعد عن عدن  140 كيلو متر تقريبًا. في فصل الصيف، تشهد مدينة عدن ارتفاعًا كبيرًا في درجة الحرارة، إذ تتجاوز 40 درجة مئوية، ويحاول الناس هناك التخفيف من ذلك الجحيم أو الفرار منه إلى مناطق تتسم بالجو المعتدل، مثل التربة بتعز.

بعد تلك الرحلة بدأت هالة، التي تعمل كمصورة أيضًا، بتنظيم رحلات سياحية أخرى من عدن إلى تعز و إب، بمبلغ 100$ دولار للشخص الواحد. معظم رحلاتها تتجه نحو مدينة التربة بسبب الطقس الملائم هناك، والتكاليف المنخفضة التي يدفعها الراغبون بالتنزه. 

العديد من المكاتب السياحية في عدن تعمل أيضًا في تسيير رحلات مشابهة، وتتزايد تلك الرحلات السياحية في ظل الانقطاعات المتكررة لخدمة الكهرباء في فصل الصيف. 

وصل متوسط انطفاء الكهرباء  في شهر مايو الفائت إلى 16 ساعة في اليوم، وشهدت العديد من المحافظات اليمنية موجة حر غير مسبوقة. تشير بيانات نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الصادرة عن منظمة الأغذية والزراعة  للفترة من 11 إلى 20 يونيو من العام الحالي إلى ارتفاع مستمر في درجات الحرارة وتجاوزها حاجز الـ 40 درجة مئوية في مناطق مختلفة في اليمن.

 

0.6 درجة مئوية كل 10 أعوام

 

عبد الواحد عرمان، مدير وحدة التغيرات المناخية في الهيئة العامة لحماية البيئة، يقول :“ارتفعت درجة الحرارة في اليمن بشكل ملحوظ، لدرجات الحرارة، إذ تزداد درجة الحرارة في البلاد بمقدار (0.6) درجة مئوية كل 10 أعوام”.

يضيف: “بلغت نسبة ارتفاع درجة الحرارة في البلاد منذ عام 1980 إلى عامنا هذا (2.6) درجة مئوية، غير أنّ ما يزيد من صعوبة الأمر هو عدم امتلاك اليمن للإمكانات اللازمة للتكيّف مع درجات الحرارة المرتفعة، ما يجعل تأثيرها كبيراً على المواطنين بخاصة في المحافظات والمدن الساحلية”.

وفقًا لـ عرمان، الكثير من سكان المناطق التي تشهد درجات حرارة مرتفعة أضحوا يذهبون في رحلات سياحية إلى وجهات داخلية معتدلة الطقس، للتخفيف من تأثير حدّة الحر عليهم، ما أدى إلى انتعاش السياحة الداخلية التي تضررت بفعل الحرب والأزمات منذ قرابة عقدٍ من الزمن.

 

انتعاش السياحة في التربة

 

تبعد مدينة التربة 73 كيلو متر عن مركز محافظة تعز، وتعد التربة إحدى أهم وجهات السياحة المناخية التي تستقطب الأشخاص الراغبين في التنزّه. وتمتاز مديرية التربة بمناخ معتدل إلى بارد نسبياً طوال العام، وتكثر فيها المناظر الطبيعية، ما يجعلها الوجهة المفضلة للكثير من الزوار.

“ميسون النجاشي، مدير مكتب السياحة في محافظة تعز، تقول "إنّ السياحة من أكثر قطاعات السياحة الداخلية نشاطاً في المدة الأخيرة في منطقة التربة التي تتميز بالمناخ المعتدل.

 

تشير ميسون إلى أن الموقع الجغرافي “التربة”، وقربها من العاصمة المؤقتة عدن أسهم في ازدهار نشاط السياحة وتوافد الزوار إليها.

 معاذ نصر، مواطن من عدن، يقول” إنه بدأ زيارة مديرية التربة بتعز منذ خمس سنوات. يوضح: “أذهب إلى التربة للتنزّه كل عامٍ في فصل الصيف هرباً من الطقس الحار، وانطفاءات الكهرباء المتكررة في عدن. مناخ مديرية التربة معتدل وملائم، ومناظرها الطبيعية خلابة”.

يضيف: “يتوفر فيها متنزّه فسيح، وفنادق ومطاعم تمكّنني الإقامة مع أسرتي لأيام. قضيتُ وأسرتي 10 أيام في آخر زيارة لي قبل شهرين، وقد كلفني ذلك مبلغ 300 ألف ريال. لا نأتي إلى منطقة لغرض التنزه فقط، بل أيضًا للهروب من درجة الحرارة العالية في عدن”.