بسبب محاولة تشويه.. حكاية مرشح خسرانتخابات أميركا
الديمقراطيون حاولوا تشويه المرشح اليميني وليام هنري هاريسون عن طريق إظهاره بصورة الرجل الريفي البسيط الذي يشرب عصير التفاح وينام بكوخ
تقرير (الأول) طه عبدالناصر رمضان:
خلال الحملات الانتخابية لرئاسيات ولايات المتحدة الأميركية، يتجه المرشحون لتبادل التهم حول العديد من المسائل. فضلا عن ذلك، يتجه البعض لمحاولة تشويه الطرف المنافس إما عبر الشائعات أو عن طريق التقليل من شأنه والسخرية منه. إلى ذلك، حاول الحزب الديمقراطي عام 1840 تشويه المنافس المنتمي لحزب اليمين وليام هنري هاريسون (William Henry Harrison) عن طريق إطلاق نشيد ومقولات للسخرية منه. لكن لسوء حظ الديمقراطيين، لعبت محاولات السخرية من هاريسون دورا معاكسا وتسببت في رفع شعبيته وفوزه بالانتخابات.
لوحة تجسد وليام هنري هاريسون
محاولة تشويه هاريسون
وخلال انتخابات العام 1840، قدّم حزب اليمين مرشحه وليام هنري هاريسون لمنافسة الرئيس الديمقراطي المنتهية ولايته مارتن فان بيورين (Martin Van Buren). إلى ذلك، كسب وليام هنري هاريسون، الذي شغل منصب عضو بمجلس الشيوخ عن ولاية أوهايو سابقا، ترشيح حزب اليمين بصعوبة، حيث تنافس الأخير مع كل من وزير الخارجية السابق هنري كلاي (Henry Clay) والجنرال وينفيلد سكوت (Winfield Scott).
وخلال انتخابات العام 1840، كان الرئيس المنتهية ولايته مارتن فان بيورين قد فقد شعبيته بسبب ما لقب بذعر العام 1837. فخلال تلك الفترة، عاشت الولايات المتحدة الأميركية على وقع أزمة اقتصادية حادة تسببت في ركود اقتصادي أثّر على حياة الأميركيين واستمر لحدود مطلع أربعينيات القرن التاسع عشر. وبسبب سوء تعامله مع الأزمة، تعرض مارتن فان بيورين لانتقادات عديدة هددت بخروجه من البيت الأبيض عقب انتخابات 1840.
وأثناء فترة الحملات الانتخابية، اتجهت حملة الديمقراطي فان بيورين لارتكاب خطأ فادح عقب قيامها بمحاولة تشويه المرشح اليميني هاريسون عن طريق تصويره على شاكلة رجل ريفي بسيط يشرب عصير التفاح ويعيش بكوخ. ومن خلال ذلك، حاول الديمقراطيون الترويج لفكرة عدم امتلاك هاريسون لأية خبرة سياسية وعدم قدرته على إدارة شؤون البلاد.
رسم تخيلي لبنجامين هاريسون الخامس
تأثيرات عكسية
إلى ذلك، لعبت هذه الدعاية دورا معاكسا. ففي حقيقة الأمر، انحدر وليام هنري هاريسون من عائلة ثرية، فقد كان والده بنجامين هاريسون الخامس (Benjamin Harrison V) واحدا من الآباء المؤسسين للولايات المتحدة الأميركية، كما وقع سابقا وثيقة الاستقلال وكان عضوا بالكونغرس القاري، وشغل لمدة ثلاث سنوات منصب حاكم فرجينيا. وإضافة لذلك، امتلك والد وليام هنري هاريسون مزرعة شغل بها عددا من العبيد. ومستغلين هذه الدعاية التي روّج لها الديمقراطيون حول الرجل الريفي البسيط الذي يشرب عصير التفاح ويعيش بكوخ، صوّر اليمينيون، وأنصارهم، هاريسون على أنه رجل بسيط قريب من جميع طبقات المجتمع الأميركي خاصة الطبقة الوسطى والفقيرة. أيضا، كسب هاريسون صورة الرجل الذي ينحدر من عامة الشعب الأميركي وهو ما كان مخالفا للواقع.
صورة للرئيس الأميركي مارتن فان بيورين
وفي مقابل ذلك، صور اليمينيون الرئيس مارتن فان بيورين على أنه رجل أرستقراطي ثري منفصل عن الواقع وغير قادر على الالتفات للفقراء بالولايات المتحدة الأميركية. وفي الأثناء، كان ذلك مخالفا للحقيقة حيث نشأ فان بيورين ضمن عائلة ميسورة الحال مقارنة بنظيره اليميني وليام هنري هاريسون.
وخلال الانتخابات الرئاسية سنة 1840، أثرت هذه الدعاية على عدد كبير من الأميركيين الذين فضلوا التصويت لهاريسون. ومع صدور النتائج، حسم هاريسون السباق الرئاسي لصالحه، حيث حصل على 234 صوتا بالمجمع الإنتخابي مقابل 60 فقط لفان بيورين. إلى ذلك، توفي هاريسون بعد مضي نحو شهر واحد عن استلامه منصبه كرئيس للبلاد ليحل بدلا منه نائبه جون تايلر (John Tyler).